ياسيد الذكرى
سَأَظَلُّ في ذِكرى الحَبيبِ وَفِيَّا
لأَخُطَّ حَرفًا في هَواهُ شَجِيَّا
يَحتارُ حَرفيَ في جَميلِ صفاتِه
ويَجودُ حُبًّا كي يكونَ زَكيَّا
فأُخَبِّئُ المَعْنى الذي يَجتاحَنِي
بينَ الضُلُوعِ ولا أُرَدِّدُ شيَّا
لأَغوص بحثا في المعاني عَلَّنِي
أَنْسابُ مُمتَلِئ الحُرُوفِ قَويَّا
وتَزِفُّنِي نَحو الحَبيبِ مَشاعِرٌ
في سفرها رُزِقَ الزمانُ نَبيَّا
وأَهِزُّ جِذعًا للقوافي هَزَّةً
كَي يَسقِطَ المعنى الجَميل جَنيَّا
وتَشَابَكَتْ كُلُّ الرُّؤَى في ناظِري
لأَجُرَّ حَرفي بُكْرةً وَعَشيَّا
فِيَّ ٱرتِباكُ العاشِقينَ لِعِشقِهِم
صُوفِيَّةٌ رُوحي تَحِنُّ خَفيَّا
يا مولدَ النورِ الذي يَجتاحَني
ما كُنتُ يَومًا عَنْ نَداهُ نَسيَّا
الليلُ طالَ وقَد نَسيْنا فَجْرَهُ
ونَراهُ في أُفُقِ الوجودِ قَصيَّا
لكن لنا مِنْ نُورِ ذِكرِكَ سيِّدي
أَمَلًا بفجر من هَداكَ جَليَّا
شَاخَ الزمانُ وأَفْجَعَتْنا كَفُّهُ
فَٱمدُد يَدَيكَ لكي يَعودَ صَبيَّا
يا سيِّدَ الذِكْرى وأَنتَ رَبيعُها
لولاكَ ما كانَ الزمانُ نَديَّا
يا منْ حَباكَ اللهُ أَغلى مِنحةٍ
لتَظلَّ بينَ العالمينَ عَلِيَّا
سيَعُودُ نورك يا مُحمَّدُ رايةً
تعلو وتَرمِزُ للسلامِ سَميَّا
محمد مخلف العبدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق