لا لا تراوغ
أدري وكم أدري بأنك موجعي
وبأن قلبي لايخون ويدعي
وبأنني أدمنت حبك مثلما
يهوى الرضيع حنان حضن المرضع
ويمسني شوق إليك ولهفة
وأغار من نسم الربيع المشبع
وأحن في لهف للحظة ملتقى
وأخاف من وجد ينام بمخدعي
وكأن عيني في انعكاسات الرؤى
مرآة قلبي صبح وجهك مطلعي
أهواك غيما ساكنا عليائه
يهوى الشتات فلا يبلل أضلعي
وظلال نخل كم تطاول سعفها
نايا يئن ولحنه في مسمعي
وكأن دربك من هلام ناعم
كالماء يمضي إذ مسسه إصبعي
فإذا دنوت يفر طيفك هاربا
وإذا بعدت أراه يرقب مرجعي
وإذا صمت سرى هتافك داويا
وإذا التقينا لم يكن يوما معي
كر وفر والمسافة بيننا
كالوهم حلم كم سرى في مرتعي
صمت ويمسك في تلابيب الهوى
ليشد في حبل الوريد فلا أعي
جيش الكلام على الشفاه مناضلا
راوح مكانك لا تقدم لا سعي
أشكوك منك إليك من هذا النوى
لا لا تراوغ في الهوى أو تدعي
يا زئبقي أ الشوق يا وهما سرى
إني مللت من الجنون تصدعي
فاخترت أمضي في طريقي مبعدا
وجع الفؤآد وفي عيوني مدمعي
وتركت للذكرى حنينا بيننا
كنسيم صيف بالمحبة مترع
فإذا وجدت القلب بعدي فارغا
فارجع حبيبي إنني في موضعي.
فريدة توفيق الجوهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق