صداقة كاذبةصـحبـة النـاس زال منـهـا الوفاء
وانتهى الحب في الورى والنقاء
غـاب بيـن الـصـحـاب كل وصالٍ
وانـقـضـى الأنس بينهم والصفاء
صـار بـعـض الأنـام قومــاً شراراً
فـيـهــم الكبـر ظــاهــر والجفاء
ليـس يُلـقـى فيهـم صـديقٌ وفيٌّ
أو أخ صـــحّ وِدّه والإخـــــــــــاء
كـم صــديقٍ ظنـنـتـه لي صدوقاً
خـاب ظـنـي وخــاب فيه الرجاء
لاوفـــــاءٌ فـيــه ولاكـتــم ســـرٍ
ضـاع مـنـه التـقى ومات السخاء
كـســرابٍ يُــرى بـأرضٍ فــــــلاةٍ
ثـــم يُــؤتــى فـــلا يُرى فيه ماء
لارعـى اللـــهُ خـائـنــاً فــي ودادٍ
أو أخاً فــــيــه خـلــةٌ عــوجــــاء
كـم لـنـا فـي الأنـام من أصـدقاءٍ
هـم إذا حـلـت الخـطـوب غـثــاء
كسـحــاب لاغـيـث فـيــه جـهـام
كيف يُرجى من فاقد الشي عطاء
فـاحــذر الـزيف والـنـفـاق ودعه
واتــرك الشـك إنـمـــا الـشـك داء
دهـرنـا اليوم صـار دهـراً عجيبـاً
قـــلّ فـيـه الـــوفـا وزاد الــريـاء
فاحترس من بني الزمان لتحيا
سـالـمـاً ليـس يـعـتريك الشـقـاء
محمد عبدالله الوصابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق