معارضة خجولة لرائعة شاعرنا الكبير/ بن نعمان الشويعر(و كيفَ يُسألُ عَنْ نيرانهِ الشَّررُ)
-------
--لا ليس يُسألُ--
......
لا..ليسَ يُسألُ عنْ أنوارهِ القمرُ
و لمْ يزغْ عنْ سَناهُ الحِسُّ و البصرُ
و كيفَ تُسألُ شمسٌ ضوءَها سكبتْ
عنِ الضّياءِ الّذي في الكونِ ينتشرُ !!!
و كيفَ نُسألُ عَنْ شَهْدِ الحياةِ و لمْ
نذُقْ سوى المرِّ ، أحلى شِرْبِنا الصًبِرُ
أنَّى.. و كيفَ.. لماذا ..يا سؤالُ كفى
باتَ السُّؤالُ لظىً في القلبِ يَسْتعرُ
دعني بربِّكَ لا تكثرْ مُساءَلتي
إنَّ الصَّبورَ إذا أوغلتَ يَنْفَجرُ
ما زلتُ أنبشُ في أغوارِ ذاكرةٍ
تكادُ تحتَ حطامِ الآآهِ تنطمرُ
اسْتَنْطقُ الصَّمتَ أُذكي جمرَ أحْرُفِهِ
و الصّمتُ جلمودُ ، أنَّى يَنْطِقُ الحَجَرُ !!
ألوذُ بالشّعرِ ...و الآلامُ ترحلُ بي
دربَ العَنا زمراً ، في إثرِها زُمَرُ
أنا البلادُ ، أنا الشّعبُ الّذي عبثتْ
بهِ (العصاباتُ ) ، فيهِ استفحلَ الخطرُ
أنا القوافي ، أنا المعنى الّذي رَسَمتْ
هَمّاً ، عناءً ، أسىً، في دفتري الصّورُ
حَربٌ ظروسٌ تدورُ اليومَ في بلدي
وَقُودُها النّاسُ و الحيوانُ و الشّجرُ
لا تكشفِ السّاق -ما منْ لجةٍ- حَذِراً
هذي دِمانا فَخُضْ إنَّ الملا عَبروا !!!
يا سائلاً دَمَنا الْمَسْفُوحَ كيفَ جرى
أما ترى السَّيفَ أضحى غمدَهُ البَشرُ !!!
رؤوسنا أينعتُ في حقلِ قاتِلنا
فصاحَ في نشوةٍ ، فلْيُقْطَفِ الثَّمرُ
جَفّتْ دموعُ الأسى في عينِ ساكِبها
و باتَ ينعي حُداهُ الدَّرْبُ و السَّفرُ
أدِرْ رؤاكَ ، تأمَّلْ كُلَّ ناحِيةٍ
ترى المآتمَ ، ضاقَ البدو و الحَضَرُ
إذِ المنيَّةُ في ساحاتنا حضرتْ
تَلقَ الطُّغاةَ على أشلائنا ظَهروا
ديارُنا قدْ خلتْ ، سكَّنُها رحلوا
و منْ بقى فوقَهمْ تسَّاقَطُ الجُدُرُ
هذا هُوَ الحالُ (بنْ نعمان) مَعْذِرةً
لِمَ السؤالُ ، أيخفى عنكمُ الخبرُ
فكيفَ تَسألُ ألْفاظيْ ، لِمَ استعرتْ
(و كيفَ يُسألُ عنْ نيرانهِ الشَّررُ) !!!!
# عبد الحكيم المرادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق