في خلسةٍ قد أفاقَ الفجرُ مذ جمحاقد عانقَ السحرَ في أنسامهِ سَبَحا
على خطى روضةٍ غنٌاء منْ ألقٍ
ليرشفَ الصحو منْ أندائهِ قدحا
والنهرُ مُطّردٌ قد بانَ منتشياً
والزهرُ منْ عَبَقٍ في سكرةٍ شطحا
والشمسُ في وَهَجٍ قد بَرَّها فلَكٌ
لتنشر البِشرَ والأنوارَ والفرحا
فضاءَ منْ قسماتِ الأفْقِ منْ شَرفٍ
في كفهِ قدْ ترى الأحرارَ والمِنحا
إنْ قدْ بدا مِنْ كفوفِ الضيِ بارقةٌ
في صوتِ مئذنةٍ منْ ضَيها صدحا
من منبت العز كم قد أورقتْ أممٌ
فاسترجعتْ مجدنا المطرود مذْ نزحا
وكفكفتْ دمعةً حرّى لكمْ سُفكتْ
وضمّدتْ عزمنا المرصود إنْ جُرِحا
فلم تزلْ بزمامِ النُبلِ قابضةٌ
ما بدلتْ نهْجها أن غابَ أو لُمِحا
للكون ترنيمةٌ والحق عازفُها
فهلْ بغيرِ كفاحِ الحُرِ قدْ صَلُحا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق