الروح والجسدقصيدة الشّاعر
محمد عليوي فيّاض
عمران المحمدي
روح يهامسني من خارج البلد
ونبضه كرفيف الحلم في خلدي
عامان مرّا على حبّ شغلت به
حتى به اتّحدت روحي الى الابد
وما رايت له شكلا فارسمه
وهل يؤثّر عشق الرّوح في الجسد ؟
ومن تعشّق روحا كيف يدركه
هل يعرف الرّوح غير الله من احد ؟
عامان ارسم بالاحداق صورته
تشدّني فيه احبال من المسد
ولي واطيافه النّشوى مسامرة
بها احصّن اجفاني من الرّمد
تصحو بها من لذيذ النّوم ذاكرتي
وتطرد النّوم من جفنيّ عن عمد
حتى ابتداني بصوت فيه باغتني
بانّه من بني قومي ومن بلدي
وقال اهواك حتّى ارتدي كفني
واجّج الشّوق في قلبي وفي كبدي
وكان عهدا ووعدا صادقا وعرى
مددت فيها له رغم البعاد يدي
وقال مرحى وذبنا في الغرام معا
وقال يافارسي اهواك يا اسدي
وقلت ثق بي فعهدي لست اخلفه
مالم يفت قضاء الله في عضدي
حتى اذا دارت الايّام دورتها
لتبدل السّعد والافراح بالنّكد
حلّت ظروف وابكتنا بما فرضت
يد المقادير من بلوى ومن عقد
وصرت اسعى لحلم لست ادركه
رغم التشبّث بالمسعى وبالجهد
اسرجت خيلي لاجتاز المحال بها
حتى يئسنا وقد كلّت عن الطّرد
فقال فارق ظروفي لا تطاوعني
وكيف تجمع مفقودا بمفتقد ؟
هي المقادير آلت ان تفرّقنا
وظرفنا بان معدوم الضّمير ردي
ففاض دمعي على خدّي وفاض به
والخوض في الرّوح مرفوض بمعتقدي
لكنّ ذكراه تشدو الآن في نبضي
رغم ارتياح اهالي الغلّ والحسد
ولات ثمّ مناص كي افوزبه
فمن سيمحو ضلال الامس من خلدي ؟
يامن اشاكس ظرفي في محبّتها
اهواك اهواك حتى بعد ان تلدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق