* أبدريُّ المحيا*
دمنةُ الحيِّ من هوى الأرامِ
أشرقَ الصبحُ من رُبَا الأنسامِ
لا تلمني وتدَّعي ذاك نصحًا
أيسرُ القولِ من قبيلِ الضرامِ
أصبحَ القلبُ كالأسيرِ بحربٍ
والحوايا عليه كالأيتامِ
اتلُ آيٍّا كآيةِ الكرسي فيه
كي تصفَّى القلوبُ من أوهامِ
ذا مقامٌ جعلتُكَ الآنَ فيه
هكذا موطني بخيرِ مقامِ
تحتَ تُربٍ له يغرسُ مجدًا
بزغت من ثناياهُ دارُ السلامِ
إنّهُ البحرُ والعلومُ مدادٌ
لا يجفُّ المدادُ في الأقلامِ
أنجبَ العزَّ والمعارفُ حُبلى
لا يغيضُ الرجالُ في الأرحامِ
ليس إلا المواقفُ الصلبُ تسري
حيثُ لتَّ الاسيلَ في الصمصامِ
أصبحَ الجرحُ لايقيمُ بسلمٍ
غيرَ رفدِ الأذى وملئِ السقامِ
قد غرستَ الرجالَ تلوَ رجالٍ
قد ملأتَ الثرى من الأجسامِ
ضمِّدِ الجرحَ فالجراحُ فغارٌ
أوغِلَ السهمُ فالأذى في السهامِ
لا تُضاهى فأنتَ صنوُ علوٍ
وارتفاعٍ يرفُّ كالأعلامِ
أيها الطودُ أنتَ غايةُ عزٍّ
سوفَ أهديكَ لو أردتَ مقامي
جرِّدِ الروحَ سوفَ تلقى اكتراثًا
ذابتِ النفسُ فافتداهُ حسامي
تحملُ العهدَ والذمامَ ابتداءًا
فاغترفنا الكؤوسُ نبعَ ذمامِ
منك صارَ افتتاحُ درسَ حياةٍ
ثمَّ منها يؤولُ حسنُ الختامِ
للحلالِ الذي نبيتُ عليه
لن نشيدَ البروجَ فوقَ الحرامِ
تحتَ أنقاضِهِ يدبُّ مخاضٌ
فولدنا فهاجَ سيلُ الركامِ
ذلك البدرُ أبدريُّ المحيّا
أنتَ كالبدرِ في تمامِ التمامِ
أرضُك التبرُ أزهرت ثمَّ أضحت
كهرمانًا تزيَّنت كالرخامِ
ويطوفُ الأسودُ حولَ عرينٍ
تمَّم الأسدُ صرخةَ الإحرامِ
حسبيَ الآنَ من جراحِ بلادٍ
إنّني فيه قد نذرتُ صيامي
أيها السائلون ما أصابَ كريمًا
يشخبُ الدمُّ من جبينِ الكرامِ
صامدٌ يحتسي السنينَ بكأسٍ
كسَّرَ الدهرَ في يدِ الأعوامِ
شمسُكَ اهتزَّ فيها شعاعٌ
هربَ الليلُ لائذًا في الظلامِ
فجَّرَ الأرضَ من مسلّاتِ خيرٍ
حمورابيكَ سيِّدُ الأحكامِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/الخميس/ ٢٥/ ١١/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق