* سبعٌ عجاف*
أنا في الهجيرِ بقلبِهِ المتجافي
ضاعَ الهوى وقذى الحنانَ الصافي
لم اعتلِ فوق االسعادة منزلًا
إلا وجدتُ على السرورِ سفافي
أنا ما شربتُ من التعاسةِ أكؤوسًا
نفسي سيُسقيها هنا استنكافي
وإليكَ يصطفُّ الفؤادُ بنبضِهِ
ويقيمُ رقصةَ بهجةِ الصفصافِ
أشَفَيتَ قلبكَ إذ تشفَّت أعينٌ
وأنا شفائي من هواكَ الشافي
حتى ترفرفَ نبضتي فكأنّها
طيرُ القطا قد جدّ في الرفرافِ
ووقفتُ عند ضريحهِ وكأنّني
في اليمِ ملقيٌّ بغيرِ قفافِ
وبعلَّةٍ كُسرت جميعُ قصائدي
وشكا العروضُ من القريضِ زحافي
وأنا الخرافي إذ نذرتُ وإنّني
يومَ اللقاءِ لأنحرَنَّ خرافي
وتراني إذ أسعى وفيَّ صبابةٌ
صبّت لأطلبَ في الجوى اسعافي
وأخافُ أن أُخفي المشاعرَ بغتةً
فأذوبَ منها من سعارٍ خافي
بعضُ التواصلِ حرقةٌ مِعوقَّةٌ
ضربت على خدِّ انصرافٍ جافي
وتضاعفت سبلُ الفراقِ وأصبحت
حرّى لتشرعَ في النؤى إضعافي
وحملتهُ دهرًا لتشهدَ مهجتي
ولتشهدنَّ على اللظى اكتافي
حرصي وتقتيري لأمنعَ هجرَهُ
أمّا التقاربُ كم بدا إسرافي
تمشي النفوسُ بنومِها فكأنّها
هامت ليمنعَها الوصولَ فيافي
أثبتُ ما حملَ الفؤادُ مشاعرًا
ووجدتُهُ تحتَ الوريدِ يُنافي
من قبلِ سبعٍ قد مررنَ وحرقةٍ
أوما سمعتَ بسبعتي وعجافي
ومذاقُهُ بين البواني والجوى
فخلطتُهُ في كأسِ حبٍّ صافي
مثلَ الوريقة إذ أجفُّ إذا جفا
إذ ليسَ ينفعُ في الجفا تجفافي
وأنا أسيرُ بدجنةٍ إلا الهوى
يمشي معي والقلبُ كالمجدافِ
قلتُ اسقني فلقد بلغتُ من الظما
حدّا لأسكرَ من ظماهُ الكافي
وهناك أرمي في الجمارِ تحلَّةً
فالهديُ قلبي والجراحُ طوافي
وتسيلُ من عيني صبابةُ عاشقٍ
أوما رأيتَ من الغرامِ رُعافي
لا تُلقني أوَ في العراءِ نبذتني
فلقد غُرِرتَ هناك باستلطافي
وهناكَ يدرسُ ودُّهُ وغرامُهُ
حتى تخرَّجَ ناكرًا اشرافي
عندي يحطُّ إذا يريدُ وإنّني
طوَّعتُ مبتهجًا إليه ضفافي
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأحد/ ٢٨/ ١١/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق