..و هل خلّدَ العشّاقَ إلاَّ التّصَبُّرُ..
يخاصِمُ عَيْنَيَّ المنامُ و يَنْفُرُ
و يُشعِلُ في قلبي الشُّجونَ و يُسْهِرُ
أعينايَ لا لا تذرفا أدْمُعي ، أما
كَفانِيَ ما ألقى !!، فما عُدتُ أقْدِرُ
خيالاتُها يا ناسُ ليلاً إذا أتتْ
أحسُّ بأضلاعي جحيماً تُسَعَّرُ
و إنْ هَبَّتِ الذِّكرى تَثُورُ لواعِجي
و يرحلُ بي شوقاً إليها التَّذَكُّرُ
أباتُ سَهيدَ الطّرفِ ، شِرْبي و مَطْعَمي
أنِينيْ و آهاتيْ، إلى الموتِ أنظُرُ !!
فيا ليتَ منْ أهوى ترِقُّ و ليتها
بحالِ مُعنّاها المُتَيَّمِ تَشْعُرُ
ألملمُها حُبَّاً إذا الريحُ بَعْثَرَتْ
و أروي ظِماها مِنْ دِمائيْ و أُخْضِرُ
أصونُ وِدَاداً لمْ تَصُنْهُ و لمْ أزلْ
على العهدِ حاشاني أخونُ و أخْفِرُ
إذا غَلَّقَتْ بابَ الوِصالِ و أنْكَرتْ
فإنَّ فؤاديْ مُشْرَع البابِ مَعْبَرُ
أبادِلُها قُرْباً إذا أبْدَتِ الجَفا
و أعفو ، و أُبْدِي الْإعْتِذارَ و أغفِرُ
فَ(للهِ) ما أقسى الجوى ما أمرَّهُ
و مِنْ حُرْقَةِ الْأشْواقِ (اللهُ) أكْبَرُ
إذاكانَ حُبّيْ يا (بلادي) مُعَذِّبي
رضيتُ بأقداريْ ، فَلا أتَضَجَّرُ
فما الحُبُّ إنْ لمْ أشْرَبِ الوَجْدَ راضِياً !!
و هلْ خلَّدَ العُشّاقَ إلاّ التّصَبُّرُ !!
# عبد الحكيم المرادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق