لا تضادَّ في ضادي
قم صديقي نباركِ اليومَ ضادا
قم نبارك لحرفِنا الميلادا
إنَّ حرفًا توسَّمَ الخيرُ فيه
من جمالٍ فراقني الإيلادا
مدَّنا ما نريدُ لما شدونا
فعزفنا بلحنِهِ الإنشادا
فتزَّود أيها الأديبُ فضادي
من أتاها كأنَّما اللهُ زادا
في الكتابِ المبينِ تلألأَ حرفٌ
ثمَّ في آيهِ الإلهُ أشادا
إنَّها لا تموتُ تبقى كشمسٍ
تبعثُ الروحَ ثمَّ تُحي الجمادا
عندما أرسو في زوايا كلامٍ
قل كأنّي أجالسُ الأعيادا
لا يبيدُ الكلامُ إن صيغَ منه
كلُّ شيءٍ خلاكَ يا ضاديَ بادا
قد تثبّتَ بالنزولِ فهذا
حرفُكَ الآنَ زلزلَ الأطوادا
قد تنزّلتَ لا تهابُ افتراءًا
مثلَ نارٍ يمورُ فيك الرمادا
كيفَ أوفيكَ حينَ أكتبُ شعرًا
مدَّني الشهدُ ها هنا إمدادا
إنّني شاهدٌ بأنَّكَ شمسٌ
قد أضأتَ القلوبَ والأشهادا
أنتَ مثلَ السماءِ تعلو وتعلو
قد عجبنا فما رأينا العمادا
أنتَ ركنُ اللغاتِ والروحُ فيها
هكذا كنتَ عندها الأوتادا
فصعدتَ السماءَ مثلَ نبيٍّ
فاخترقتَ بذاك سبعًا شدادا
أنتَ يا كعبةَ العاشقينَ فراتٌ
حينَ روَّت حروفُكَ الأكبادا
قد حملتَ الجميلَ ما فيكَ عيبٌ
جمَّعَ اللهُ عندك الأضدادا
من مُحيّاك قد شددتُ أزاري
إصرُكَ الحيُّ قد أضافَ انشدادا
ليسَ إلا كمالَكَ الآنَ باقٍ
أيُّها الحرفُ قد جُعلتَ أُحادا
أيُّها الحرفُ إنَّ فيكَ هيامًا
فتوكَّدتُ في العلا إيكادا
تفتحُ النفسَ حينَ تلقي قريضًا
تؤمنُ النفسُ ثمَّ تبدي اعتقادا
غرِّدِ الآنَ في الحناجرِ وانظر
كيفَ أضحيتَ إذ أسرتَ العبادا
كيفَ اصبحتَ في الكتابِ سراجًا
كيفَ ذو النونِ في حضورِكَ نادى
قائدٌ ذلكَ الذي قد تجلّى
قابَ قوسينِ حينَ أمَّ وقادا
أنتَ خطّيتَ إذ منحتَ انعتاقًا
أنتَ هشَّمتَ للورى الاصفادا
إي وربّي حينَ أبدأُ يومي
بكلامٍ يكونُ منكَ الضمادا
أيها الحرفُ ألمعيُّ المحيّا
غرَّةُ الوجهِ إذ تزيدُ الودادا
عوِّدِ الروحَ فالمحبُّ شغوفٌ
حينما عدتَ ذا فؤاديَ عادا
يابياضَ الحروفِ تسطعُ فينا
أشرقَ الحرفُ إذ أطحتَ السوادا
كنتَ في العزِّ يحتفيكَ جدودي
فاحتفيناكَ فارفعِ الأحفادا
لا نضوبًا أرى بتلكَ المعاني
حيثُ أنهيتَ حينَ قمتَ المدادا
أيها الضادُ قد نراكَ فريدًا
حينما كنتَ لم ترد اندادا
قد تجليتَ في الكتابِ كوحيٍّ
قبتَ قوسينِ فابتذرتَ الرشادا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت/ ٢٥/ ١٢/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق