إلى عامي الرّاحل
إنّي أُوَدِّعُ يا عامي زمانَكُمُ
لم يبقَ إلّا قليلٌ ثمَّ ترتَحِلُ
مرَرْتَ كالسّهْمِ يا سرْعانَ ما رحَلَتْ
تلكَ الشهورُ فَيَوْمي كلُّهُ عَجِلُ
يا عامُ كمْ رُمِيَتْ في الهمِّ أفئدةٌ
يا بؤسَ حالِ الذي عن همّهِ ثَمِلُ
يا بؤسَ أهلٍ يُعَنّيني مُصابُهُمُ
في الارضِ ظلّوا وإنَّ الخصْمَ يخْتَتِلُ
فكم شهيدٍ مضى يا عامُ تسبقُهُ
بشرى السّماءِ فلا حُزنٌ ولا وجَلُ
وكم أسيرٍ وإنَّ الأسْرَ مُفْجِعَةٌ
أحوالُهُ وعدوُّ الأهلِ يَعْتَقِلُ
مستَوْطِنونَ على الأقصى هُجومُهُمُ
مثلَ الذِّئابِ فَيا ويْلي لِما فَعَلوا
هم يحْفِرونَ أساساتٍ لِتوهِنَهُ
والهَدْمُ غايَتُهُمْ والعُرْبُ تنْشَغِلُ
والمسلمونَ ولا همٌّ يُؤَرِّقُهُمْ
مسرى الرّسولِ فلا قولٌ ولا عمَلُ
* * * *
يا عامُ زادتْ بكَ الأوجاعُ مُضْنِيَةً
فانْظُرْ إلَيَّ فقد زلّتْ بِيَ الرِّجلُ
وكمْ سَهِرتُ لِأُحصي أنْجُماً وَمَضَتْ
ترنو إليَّ بِأنَّ الهمَّ يَنْدَمِلُ
ما كنتُ يوماً بٍأحبابي مُقَصِّرَةً
ماذا أقولُ ويُضنيني هُنا الجَدَلُ
وفيكَ ذكرى وذكرى كم يُعانِقُها
هذا الفؤادُ وتهمي نحوَها القُبَلُ
إنّي أُوَدِّعُ يا عامي مَجالِسَنا
لِلْأرضِ كانتْ..وقلبي مسَّتِ العِلَلُ
إنّي لأرجو بأنْ يأتي خليفتُكم
واللهُ راضٍ علينا عَلَّنا نَصِلُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق