أشْـجـانُ الّلـيل*******
أشْـجانُ لَـيْـلِـكِ أشْـجَتْـني وأبْـكانـي
دَمْـعٌ تَـرَقْـرَقَ في أجْـفَـانِ وَسْـنـانِ
دَمْـعٌ تَـلألأَ رَغْــمَ الـبُعْــدِ ألـمَـحُـهُ
كالـسَّيفِ عَـرْبـَدَ في أحشاء إنسْـانِ
ولُـذْتُ بالصَّمْتِ حتَّى كادَ يَفْضَحُني
لـيلُ الحَـزينِ وصَوتُ الـوَالِهُ الوَاني
وقُـلتُ لا يأسَ إنَّ الـحُـبَّ عَـمَّـدَنـا
والـحُـبُّ يَـعْـرِفُـهُ في الـنَّاسِ قَـلْبـَانِ
قَـلْبُ تَقَـلَّبَ في نِـيـرانِ وحْـدَتِـهِ
وآخَـرٌ مُـوثَـقٌ في قَـلـبِ بُـركـانِ
صوني الـمَوَدَّةَ ما قد صُنْتُها وكَـفَى
أنَّا علي الـبُعْـدِ في صِدْقٍ مُـحِـبَّـانِ
وسوفَ نَشْـهَـدُ والأَيَّـامُ مُـقْـبِلـةٌ
أَنْ كيفَ يَـسْـعَـدُ نَـشْـوانٌ بِنَـشْوانِ
وكيفَ تَـبْـتَهِـجُ الأعماقُ في غَـدِنا
وكيفَ نَـبْعُ الـهَوى يـحلو لِـظَـمْآنِ
إنِّي وحُبُّكِ في مَجْرَى الدِّماءِ سَرَى
ما زالَ يـَعْصِفُ بالأوهَـام إيــمَـاني
آمَـنْـتُ أنَّـكِ لي مَـهْـمَـا يُـعَـانِـدُني
دَهْـرٌ يُـمَاطِلُ أَضْـناني وأشْــقَـاني
دَهْـرٌ ودِدْتُ لو انِّي فـيهِ مُـحْـتَكِـمٌ
حتَّى يُـحَـاذِرَ من ظُلْمي وعصْياني
لكنْ هُـنـالِـكَ أقْـــدارٌ مُـقَــدَّ رَةُ
والمَـرْءُ تَـحْـكُمُهُ أغْـلالُ سَـجَّـانِ
فَـيا سَـمَائي أنا في الَّليلِ مُنْـتَـظِـرٌ
بَـرْقَـاً يَـلُـوحُ فَـتَـبدو فيهِ أكْـوَاني
ونَـحْوَها أبَــداً تَـشْـتاقُ أَشْـرِعَتي
والـرِّيحُ تُبعِدُ عن عَـينَيَّ شُـطْآني
هَـذي الـحيَاةُ وقد ذُقْـنا مَـرَارَتَهَا
حَـتَّامَ نحنُ لَـهَا يا أنْـتِ عَـبْـدَانِ
ماذا عَـلينا وقد ضِـقْـنا بِقَـسْوَتِها
في أن نَـثُـورَعلى ظُلمٍ وحِرمانِ
يا هِـنْدُ إنّ قَـرارِي فيك مُـتَّخَـذ
مُـذْ أنْ عَـرَفْـتُكِ في أثوابِ فَنَّانِ
وسَوفَ أصْـبِرُ حتَّى لو يُكلِّفُني
صَبْري الشَّبابَ ولو أُطوى بأكْفاني
يا هِـندُ أنتِ حَديثُ النَّفسِ مُتَّصِلاً
وأنتِ أنتِ الـمُنَى في كلِّ ألْحَاني .
.
***
بشير عبد الماجد بشير
للسودان
من ديوان ( أغنية المحبوب )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق