حوارمع شاعر النساء
بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري
هذا حوار شعري مع شاعر يمني فحل يكثر من الغزل في زمن المآسي والآلام في بلاده وفي كل الوطن العربي والإسلامي
***
ردا علي قصيدة غزلية جميلة عنوانها ( مكر أنثى ) مطلعها
وأعشقُ مَنٰ على فَمِها وداعي ... كأغنيةٍ تــُـــردّدُ منْ جيـــــاع
كتبت :
فلا نالَ الفؤادَ شعورُ حبٍ ... نهايتُه التلوُّث بالجماعِ
وهل يُغري القلوبَ بريقُ حسنٍ... يُلطّخُ بالخيانة والخداعِ
وهل في عصرنا المشؤوم صدقٌ ...لنأسفَ في الغرام على الوداعِ
إذا تركتْ ذراعكَ في غرورٍ ... سيتبعُها ليهوَى ألفُ ساعي
تحرَّرْ من حروف العشقِ واصْدعْ ... بما يُعلي الفضيلة في الطِّباعِ
فرد الشاعر الفحل:
أتعلمُ يــــا صديق الحرف إنِّي ...أحاولُ أن أثــــورَ على طباعي
وأجعلَ كلَّ أحـــــزاني سروراً ...وأبحرَ في القريـض بلا شراع
ولكنِّي أعـــــودُ وفي ضلوعي ... سوادٌ قد سُقيتُ على خداعي
فلا تـــأسفْ عليّ ولا تبــــالي ...فـإنَّ القهر يسكن في نخاعي
فأجبته :
حياتك يا مُفوَّهُ مثل يومٍ ... فطوِّلها بأنوارِ اليراعِ
كلامُك سوف يخلدُ في البرايا ... إذا لزِمَ الدِّفاع عن الجياعِ
فيُحفظ في الجوانح مثل كنزٍ ... يُصان من التّبدد والضّياعِ
فلا تخضع لزيفٍ في الغواني ... فتُكتبَ في السّفالة كالرِعاعِ
فرد شاعرنا الفحل :
نساءُ الطُّهر لسن من الغواني ...ولستُ بعشقهنَّ مــن الرِّعاعِ
وأمّا دون ذلك فأحتـــــــمالٌ ... ولا شيــخٌ يُـجار من الضّياعِ
وأين الحقُّ لو قد كنتَ تدري ... فأخبــــرني لأمنحه دفــاعي
فرددت عليه بما يلي :
ألا إنّ الحقائقَ قد تجلّتْ ... فتُبهرُ من يُفكِّرُ بالشُّعاعِ
ترانيمُ الفضيلة ِخيرُ قولٍ ... يُحبَّذُ للترنُّمِ والسَّماعِ
فلا تركنْ إلى رهْطٍ تَردَّى ... يُسيَّرُ بالسّتائر والقِناعِ
وفكِّرْ ثمَّ فكِّرْ سوف تُهدَى ... سفينتُنا تُميَّزُ بالشِّراعِ
فقد يُغوى الأصيلُ إذا تماهَى ... فلا يدري البُغاثَ من السِّباعِ
وقد يقفو البُغاةَ ويصطفيهمْ ... ليخلدَ في المذلَّة والضَّياعِ
ألم تشهد عويلا للأيامى ... وأرواحا تُيتَّمُ في الرَّضاعِ؟
فأشهر حرفَك البتَّار واصدعْ ... برأيك في المثالب والصِّراعِ
ولا تقفو العبيدَ وأنت فحلٌ ... فلا تُرضى المهانةُ للشُّجاعِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق