نحن والزمان
أنا ما فرضت على الزمان هويتي
هو من أتاني حاملا أوصافي
ما اخترت إسمي او مكان ولادتي
الكل ساهم في العطاء الكاف
قدر رمى في الأرض رغم إرادتي
فسلكتها وتمزقت أطرافي
إني نسيج من خليات مضت
وتذبذب الذرات من أسلافي
وكأنني تاريخ أعمار مضت
جمعت لكي تلقى على أعطافي
سارت على درب الفناء تشدني
وأواصر الأشياء في أكتافي
حملت أحلامي بكف هشاشتي
وتبعت غيري في هوى أعرافي
فجمعت من هذا وذاك مشاربي
حتى كسرت براحتي أصدافي
كم بدلت هذي الدنا لمواقفي
كم غربلت في ركبها أحلافي
إني ارتديت العمر تحت معاطفي
حتى تجعد في الحياة غلافي
وتتالت السنوات في بصماتها
لتجفف الأغصان حول ضفافي
فطويت أعواما مضت ورصفتها
والريح ترمي للبعيد الغافي
خلفي تناست ألف ألف قضية
عايشتها منفى وكنت منافي
أرض،وذاتي تمتطي دوامتي
كي تسرف الأيام في إتلافي
كم فاضت الذكرى بغيم مدامعي
ولكم تعاظم في الفؤآد جفافي
من نحن غير الذكريات نعيشها
نجتر منها ما تيسر صافي
نلقي إلى الماضي بكل حياتنا
ونساكن اللحظات حين توافي
هي كل ما ملكت يدانا في الدنا
والأمس في خيطانه متلاف
من نحن غير عقارب في ساعة
بدأت تدور بلحظة الإشراف
لتسجل الوقت الذي كم تمتطي
عبر الزمان برحلة وطواف
كم من اللحظات تجمع عمرنا
لنجدف السنوات بالمجداف
فإذا ولدنا في الصباح مجددا
أيجيئ ليل دونما أطياف
فالأرض درب للعبور وتنتهي
والعمر أشجار لحين قطاف.
فريدة توفيق الجوهري /لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق