فَـرِيـدَةُ عًـصْـرِهَـا .*************
لِـعَـيـنَـيْكِ مِـنَّا أنْ نَـصُوغَ الـغَـوَالِـيا
وللـشِّعْـرِ مِـنَّـا أنْ نُـجـيـدَ الـقَـوافِـيـا
ويا أنتِ ما عَـيـْنَـاكِ إلَّا بَـقِـيَّـةٌ
لِبابِـلَ فيها السِـحْـرُ لا زال بـاقِـيـا
ويا أنتِ ما عَـيْـناكِ إلَّا كَـمَـائِـمٌ
تَـفَـتَّقْـنَ عن نَـوْرٍ تَبَسَّمَ زاهِـيـَا
ويا أنتِ تَـهواكِ الـنُّفوسُ وتَـتَّقي
سِهاماً لَدى الأحْداقِ تُرْدِي الخَواليا
ويا أنتِ قد تَـاقَـتْ عُيوني لِنَـظْـرةٍ
يَـظَلُّ صَداها في المشاعِـر دَاوِيَـا
ويا أنتِ ما قلبي بِأوَّلِ راهِــبٍ
تَنَسَّكَ في محْـرابِ عَـينيكِ جَاثِـيا
إذا لَـمَحَتْ عَـينايَ عَينيكِ أبْصَرَتْ
مَصارِعَ عُـشَّاقٍ أطاعُوا الأمـانِـيَا
ويا أنتِ أهْـدابُ العُيونِ طَـويـلَـةٌ
كأرماحِ قَـومٍ يَعْـشَقونَ الـعَوالـيا
ويا أنتِ تُـشْقيني جُـفُـونُـكِ كُلَّمـا
اجْـتِلاءَ الـعَيْنِ لمْ تَـشْفِ ما بِـيَـا
ويا أنتِ ليسَ الحسنُ عاراً فَتُطْرَقي
بعَـينيكِ خَـوفاً وارفَـعِي الرأْسَ عَاليا
وخَلّي عُـيونَ النَّاس ترتاد عـالَـمَـاً
من الـسِّحْرِ فَيَّاضاً بعَينَيكِ ضَاحيَا
ويا أنتِ في عَـيـنيـكِ دُنْـيا أُجِـلُّـها
عن الوصفِ حتَّى لو أجَدْتٌ المعانيا
ولو أنَّني أسْطيعُ صَوَّرْتُ سِـحْرَها
بِشِعـرٍ يَظَلُّ الـدَّهْـرَ للنَّاسِ سَـاقِـيا
ويا أنتِ عَـفْـواً قد تَطاولْتُ إنَّني
أرى الشِّـعْرَلا يُـبْدي العُيون كما هِيَا
ولكِـنَّـني يا أنْـتِ صَـبٌّ يَــلَـذُ لي
قصيدِيَ في العينينِ مَهْما بَدا لِـيَـا
فإِنْ تقبَلي مِنِّي فأنْـتِ كَـريـمَـةٌ
وإلَّا فإنِّـي لستُ بالشِّعرِ راضِيَا
ويا أنتِ لو قُلْـنا فَـريدَةُ عَـصْرِها
يَـلومُ أُناسٌ كيفَ نُـبْدي الأسامِيا
ويا أنتِ ما سِـرٌّ على النَّاسِ حُـبُّنَا
لِعَـينيكِ إِنَّا نَـعْشَقُ الطَّرْفَ سَاجِـيا
ويا أنتِ قد بُحْـنا وفي البَوحِ راحَـةٌ
لأَرْواحِـنا الَّلائي بَلَغْـنَ الـتَّـرَاقِـيـا .
++++
بشير عبد الماجد بشير
الـسُّودان
من ديوان (أشتات مجتمعات)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق