* أقاليمُ القلب*
اكتب هناكَ على الخدَّينِ لي أملا
واجعل ضماخَكَ في فيهِ الهوى عسلا
واملأ سفينَكَ من إخلاصِ عاشقةٍ
وابعث هناك إلى ما شئتَ لي قُبَلا
قلبي يُجاهدُ كي يحظى بفرصتِهِ
لكن بسهمِكَ يا هذا فقد قُتلا
ماذا يقولُ فقد أعطى لما انبجست
من مقلتيهِ دموعُ الحبِّ فاحتفلا
يوري القليلَ من الأقداحِ في صممٍ
أورى فأورى فما أورى ليشتعلا
أنعم عليَّ إذا أقبلتَ في مُهَجٍ
أنعم بمَن حلَّ في قلبي ومَن نزلا
هذا هلالُك لم يُشبِع هوى نهمٍ
يبقى كذلكَ إذ شوقي له أكلا
أُلقي القريضَ على الأشياءِ مبتهجًا
حتى لأجلك أشبعتُ الورى غزلا
حتى أُصبتُ بوهنٍ حينما انكسرت
تلك الأواصرُ وانتابَ الهوى شللا
إنِّي أناديك عند العشقِ منتظرًا
فيها لتصرخَ يا هذا لنا وجِلا
هلّا أجبتَ فقد ذابت قرائحُنا
ها قد نتئتُ كثوبٍ أصبحت هللا
حتى صُرعتُ على أعتابِ نظرته
فمن يكون على من حبَّهُ البطلا
قلبٌ غفيرٌ فما أحصي مودتَهُ
لكن تسرَّبَ إذ أضحى هنا وشلا
إنّي حضرتُ إلى التّودادِ منتشيًا
إلا غرامَك من عندِ الجوى رحلا
بابي سيبقى وإن لم تعتقد رتقًا
حبٌّ تمنَّعَ عمَّن جاءَ أو دخلا
هذا الشعورُ فلا تحسبهُ مفتعلًا
إنَّ الجراحَ ستشكو من بها فعلا
هذا الزمانُ عباءاتٌ ليلبسَها
حتى تقنَّعَ فيما جاء وانتحلا
حتى لِأفرحَ حينَ اليوم ترمُقُني
عيني استعدَّت فهل تأتي لتكتحلا
إنّي أتيتُك ياربي لترحمَني
قلبٌ منيبٌ ليلقى ربَّهُ عجِلا
منكَ اتَّخذتُ على ما مسني سندًا
إنِّي اتخذتُ قديمًا هوَّتي دخلا
عندي جعلتُك سلطاني فتحرسُني
وادٍ نزلتُ أو اصَّاعدتُ لي جبلا
من ذا سيروي فؤادًا ماتَ سنبلُهُ
قبلَ الحصادِ به سرعانَ ما ذبُلا
اسمع فؤادي: تمسَّك بالذي امتثلت
له السماءُ وسوَّى عبدَهُ رجلا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأربعاء/ ٢٢/ ١٢/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق