إِصْـــــرار******
هَـذي حَيَـاتُـكَ رَأْيَ الـعَـين تَـنْـهـارُ
ماذا يُــفـيدُكَ دَمـْعٌ مِـنكَ مِـدْرارُ
وَلَّـى الـنَّعـيمُ وَوَلَّتْ فـي مـواكِـبهِ
كلُّ الـمباهِـجِ وأخْتانَتْك أَقـدارُ
ما كنتُ أَحـسبُ أَنِّي كنتُ فـي حُـلُمٍ
حتَّى عَـفَـتْ وخَـلتْ من هِـنـْدٍ الـدَّارُ
وغادَرَتْـها كَلَمحِ الـعَـيـنِ فـي عَـجَـلٍ
مازِلـتُ فـيـهِ وطـولَ الـدَّهـرِ أَحَـتارُ
ما كان ضَـرَّ لوَ أَنَّ الـدَّهـرَ أَمْـهَـلَـهـا
وكيف يُـمْـهلُـهَـا والـدَّهـرُ غــدَّارُ
بَـيْـنـَا نُـؤَمِّــلُ أَن تَبقى وتُسْعِـدَنـا
جاءَت بِـنــأيٍ لـهــا كالـموتِ أَخبارُ
وصَـوَّحَ الوردُ في إِقـبَالِ مَـوْسِـمِــهِ
واجْتاحَ بُستانهُ الـمُخْضَرَّ إِعـْـصارُ
وغاضَ عَـذبُ حَــنانٍ بِـتُّ أَرْشُـفُـه
وبـاتَ يُـسكِــرُنـي والكأَسُ دَوَّارُ
مَنْ ذا يُـعينُ على الأَحزانِ تَـغْـمُرُنـي
ومَن يُـبـدِّدُ هـمِّـي وهْـوَ قَـهَّـــارُ
ومَن يـقَصِّرُ طولَ الَّليلِ تَـغْـمُـرُنـي
فـيـهِ من الـشَّـجَـنِ القتَـَّالِ أَنـْهـارُ
قالوا تَعَــزَّ بِـصَبرٍ والْـتَمِسْ عِـوَضاً
عَـمَّـن تُـفـارقُ إِنَّ الـمـرءَ يَـخــتارُ
وكيف أُدركُ صَـبراً ليس يَـنفَـعُـنـي
ما قد حَـييتُ وقولوا كيف أَخـتارُ
وهِـنْـدُ تَـعلمُ أَنِّـي لستُ مُــتَّخـذاً
عنها سِواها ولو أَودتْ بِـيَ الــنَّارُ
يا هـِنْـدُ يا بَـهـجةَ الدُّنيا وزيـنَـتَهـا
كُلِّي على العَهْدِ رغْـمَ البَينِ إِصرارُ
لن يَـبْلُغَ الـيأْسُ مـِنِّي ما يُـحاوِلُـهُ
ولن أَلـيـنَ وصـوتُ الـيأْسِ هَــدَّارُ
يا هِــنْـدُ إِنَّ أُنـاسـاً كنتِ بَــيـنَـَهُـمُ
وضَـيَّعـوكِ قساةُ الـقلبِ أَشـــرارُ
ماذا يُـريــدونَ والدُّنــيا بأَجـمَـعِـهـا
تَــرنـو إِليهم ونَـبـعُ الـحُبِّ ثَـــــرَّارُ
يا هِــنْـدُ يا شَـوقَ أَيَّـامي ويا حُـلُمي
ويا نـصيري إِذا مـا عَــزَّ أَنْـــصــارُ
ويا رَجائِـي ويا دُنـيايَ باسِــمَــةً
لو أَنْـصفوكِ فَـدَتْكِ اليومَ أَعْـمَــارُ
يا هِــنـْـدُ إِنِّـي وشِعْري لا يُـطاوِعُـني
مالي سِوى الدَّمعِ فـي عينَيَّ مَــوَّارُ.
+++
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية للمحبوب) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق