السبت، 1 يناير 2022

حكم.. على.. محاكمة ** بقلم الشاعر / عماد حكيم

حكم ..على..محاكمة

ذات ليلة كانت الساعة آخر دمعة يعصرها الفراق في مآقي الحب، وفي تلك الغرفة الساهمة كعجوز تتذكر شبابهابعد أن طواها الزمن وأضناها سيل من الذكريات الهرمة.
وفي أوج الفراق ..كان اللقاء  ،لقاء مع الذات الضائعة في جعبة الآخرين .
كتلك النجمات البعيدة التي أمضى ساعات سمره في تعدادها ، هاهو يحصي كومة المترادفات التي خالها يوما تجمع بينهما فإذا بها متناقضات تلامس حدود المفارقات .
القريب بات بعيدا والحلم مستحيلا أما الأمل فقد لاذ بالفرار طويلا .
شرق ..غرب ..قرب ..بعد..
سالب..موجب..سهر..نوم ..فرح ..حزن ..ليل ..نهار..أما الحب فقد رنا في فضاءات المجهول ..وهاهو حكيم القلب ليس لديه مايقول ..ونجمه في تغريب وأفول .
بالأمس القريب كان الصوت والصدى واحدا ..
عماد الحب لحن قلب وحرف صدق ولكن سرعان ماخلع الصوت ثوب صداه وتلاشت الكلمات بلا رجع ولارنين .
في تلك اللحظة تزاحمت الأفكار في رأسه واستدارت مثل كرة مجنونة واستطالت تارة كخيط لاينتهي ، وعندما همّ بالبحث عن سر دواره لم يطل عجبه لأنه أدرك بأنها المرة الأولى التي يرى فيها القلب مملكته الغافية كقصور من رمال تذروها الرياح المجنونة التي لاترحم .
كم راعه حقيقة أمرها وزيف مظهرها فهو ليس ذلك الفارس الأبيض والأمير الحلم والعاشق الواثق فالغربة بدأت تنهش لحمه غربة المكان ، غربة الكائنات ، غربة المشاعر والأحاسيس .
جال بطرفه في جنبات القصر ، طالعته أشباح وصور لكائنات لم يألفها من قبل ، .
والعلة في الناظر أم في المنظور؟.
أما صورتها المعلقة في بهو المكان فلم تعد بذات البريق ،لم تبهر ناظريه أشعة وافدة من عينيها ووجنتيها .فكأن حقيقة وليدة خارجة إلى الحياة بعد طول مخاض ، حقيقة أمل آخذ إلى الزوال .
حقيقة عشق كان مسرحا صاغه بطل لابطلان .
في تلك اللحظة وقع نظره على بضع كلمات محفورة في زاوية مهملة من زوايا القصر الزائل " أعجب لامرئ إذا قبّلته صفعني وإذا صفعته قبّل قدميّ" / طاغور/.

بقلمي .#الشاعرعمادحكيم..الشيخ بحر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق