صريع مواهبي
أُعاتبُ شعري والمطالعُ تعتبُ
بأنِّي حزينٌ ما كتبتُ وأكتبُ
وقلبي منَ الآلامِ ينثرُ بعضه
فكيف لمثلي في النوائبِ يطربُ
يُعذِّبني ليلي فيكتبني الضنى
قصائد حزنٍ بالمحافلِ تندبُ
وكيف لقلبٍ أنْ يخفَّ ويرتضي
حلول الجوى فيه ولا يتعذَّبُ
أنا يا خيالاتي صريعُ مواهبي
وحرفي عنِ الأهوال لا يتغيبُ
أنا إنْ نظرت الشمس تحرق مهجتي
وتجعلني في غربتي أتغرّبُ
وتزرعني شوقاً يقضُّ مضاجعي
كحُمَّى لها في البعدِ نابٌ ومخلبُ
فيا ليتَ شعري أنْ يطيع صبابتي
لينصفني يوماً ولا يتعتَّبُ
وأنّي من الآمال أجمعُ بسمتي
لَعلِّي أنال الحبّ والحبُّ مركبُ
تراني إذا حنَّ الفؤادُ إلى الحِمَى
رهيفاً رقيقاً كالمدامةِ طيِّبُ
أعاتبُ نفسي والعتابُ فضيلةٌ
وكلُّ عتابٍ في الفضائلِ يعذبُ
أتوقُ إلى دارٍ قُتِلتُ بحبِّها
وما برحت روحي لها تتأهبُ
أُراقبُ أكبادي بحلِّة صابرٍ
يُبدِّدُ أفكاري الأسى ويقرِّبُ
وعيني على الأحبابِ تذرف دمعها
ومالي منَ الدنيا سواهمُ مطلبُ
(أحنُّ إلى أهلي وأهوى لقاءَهمْ)
وقلبي على جمر النوى يتقلّبُ
حسن خطاب سورية جرجناز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق