((وَفِّر حَديثَك))
وَفِّرْ حَديثَكَ لا تَنْطقْ بِبِنْتِ شَفَهْ
هُنا الأُمورُ غَدَتْ يا صاح مُخْتَلِفَةْ
فاْحفظ لِسانَكَ إنَّ اللَّفظَ مُمْتَنِعٌ
لَن يَسمعوكَ وإنْ تَعسِلْ لَهم طَرَفَهْ
واْحبسْ هُمومَكَ يا هذا فَلَيسَ بِهِم
مَن يُدرِك البَوْحَ أو يُبدي لهُ أسَفَهْ
حياتُنا اليوم مَلْأى بالنِّفاقِ أخي
ما عادت الناسُ بالأرواحِ مُؤتَلِفَةْ
تَغَيَّرَ الحالُ فالأوضاعُ مُزرِيَةٌ
والعَيْشُ مُرٌّ غَدَوْنا نشتكي شَظَفَهْ
والكونُ لَيْلٌ ظَلومٌ دامِسٌ حَلِكٌ
ألا ترى الشَمسَ والأقمارَ مُنكَسِفَةْ
كم من صديقٍ بِودٍ كُنتَ تَعهَدهُ
قد خانَ عهداً وجافى كل من عَرَفَهْ
وكم شريفٍ لهُ في القَدرِ مَنزلةٌ
قد راحَ يَشري بأسواقِ الهوى شَرَفَهْ
وكم رِفاقٍ أضاعوا دربَ عِزَّتِهِم
شَقُّوا دُروباً عن الأخلاقٍ مُنحَرِفَةْ
إعصار بُؤسٍ غدا يجتاحُ عالَمَنا
فكُلّ صَرحٍ مُضيءٍ للمُنى نَسَفَهْ
لا خيرَ يرجو مِنَ المعروفِ صانِعُهُ
تبدو الصنائعُ تحتَ السَّيْلِ مُنجَرِفَةْ
فصاحبُ الودِّ يَنْدَى ودُّهُ عَبَثاً
وزارعُ الوردِ شَوْكاً قَلْبُهُ قَطَفَهْ
والشَرُّ يطغى على الدنيا بسطوتِهِ
كأنَّما الخيرُ عنها قد طوى صُحُفَهْ
4/2/2022
الشاعر/عبده مجلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق