(لمن تبني..؟!)
لمن تبني..؟! وكم وسع الفناء!
وطول العيش يعقبه الفناء
فقصرك بعد موتك مثل كوخ
فأمر كليهما حتما سواء
وما يبقى سوى الأعمال تجزى
بها ما شئت تكرم أو تساء
فبادر بالبناء لأجل أخرى
تقلب في النعيم كما تشاء
نعيم دائم وجميل عفو
من المولى وقد طاب اللقاء
مقامك لا يحول وليس تفنى
وفي دنياك قد عز البقاء
فسر لله بالتقوى وأكثر
لغرس الصالحات بها تضاء
وإن أمسيت في هم وكرب
وضاق عليك بالحزن الفضاء
فلا تجزع وحك بالصبر ثوبا
وقل لله ما حكم القضاء
سترحل كل ضائقة ولكن
سيبقى ما ادخرت لها جزاء
ولا تنطق بفحش أو بزور
تجاري من له عز الدواء
فإنك بالرقي أجل شأنا
وحسب المرء ما نضح الإناء
وكن رجلا لدى الأهوال صلدا
على الأحداث يحملك الإباء
وإن أعطيت عهدا كن وفيا
ولو في الناس قد ندر الوفاء
وإن أسديت بالمعروف حسنا
فحاذر أن يبدده الرياء
ولا تعط الفقير عطاء من
فإن المن يصحبه الهباء
سخاؤك زينة ولباس ستر
وكم من علة كشف السخاء
دواؤك منك مهما الداء أوهى
ولا كالجود تم به الشفاء
ولا تصحب لئيم الطبع خلا
فما في السوق للمغزى شراء
تخير لاصطحابك من تؤاخي
وقعر البئر تكشفه الدلاء
ودم بالذكر للرحمن تحيا
سعيدا لا يبارحك الصفاء
فذكر الله للأرواح طب
إذا دوامت يشملك الوجاء
ولا تقصد سوى المولى معينا
فنعم العبد إن صح الرجاء
فما للعبد غير الله يروي
إذا ما عز في الأرجاء ماء
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق