(( لا دَرَّ دَرُّكَ! ))
لا دَرَّ دَرُّكَ! يا ذا الغَدرِ والضَّرَرِ
تَبًّا لِدُنيا عَليها أنتَ في سُعُرِ!
وإنّني صامتٌ، لَولا سُعارُكَ ذا
إذْ جِئتَ تَنْبَحُ، والعَيْنانِ كَالشَّرَرِ
وقد تَركْتُ لَكَ المَنْفُوسَ تَأْكُلُهُ
لَحماً طَريًّا كَلَحمِ الضَّأْنِ والبَقرِ
مِيراثَ أُمّي، وقد فَوَّتُ مَذْبَحةً
كُنتُمْ دَعَوْتُمْ إلَيْها ضِدَّ مُحتَجِرِ
بِالعَظْمِ عُدتُ إلى أهْلي مُحَمَّلَةً
يَدَيَّ، حَسْبِيَ أن ما عُدتُ في خَطَرِ!
أرادَ قَتْلِي، ولَمْ تَنْفُذْ إرادَتُهُ
يصطادُ حين يَكُون الماءُ في عَكَرِ!
وظَلَّ يُخْفِي بِجَوْفِ القَلْبِ خَنْوَتَهُ
حَتّى أتَيْتُ إلى حَتْفِي بِلا حَذَرِ
قد أخْطَأَتْنِي المَنايا، وَهْيَ غائِلَةٌ
لَعَلَّ بِالبِرِّ زادَ اللهُ فِي عُمُري
اللهُ يَعصمُني مِمَنْ يُخالِسُني
خَيراً وشَرًّا أتَى، آمَنْتُ بِالقَدَرِ
أيا ابْنَ أُمَّ، عَلامَ اللَّوْمُ مِنْ قَلَمي؟!
قد ذاعَ صِيتُكَ بَيْنَ الجِنِّ والبَشَرِ!
(البحر البسيط)
ﺍﻟﺴُّﻌُﺮُ: أي ﺍﻟﺴُّﻌْﺮُ : ﺷﻬﻮﺓٌ ﻣﻊ ﺟﻮﻉ وحرص ﻋﻠﻰ ﺍﻷَﻛﻞِ ﻭﺇِﻥ ﻣُﻠِﻰﺀَ ﺑﻄﻨُﻪ/ الجنون.
ﺍﻟﺨَﻨْﻮﺓُ : ﺍﻟﻐَﺪْﺭَﺓُ.
الغائلة: المصيبة والداهية.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق