بين بكائينبين البكائين كم أحيا على أملٍ
أن يبسمَ الفجرُ إذ يُرجى به الأملُ
تدورُ بي حقب الأيام تسلبني
زهوَ السنين فتدمى بالأسى المقلُ
ياعابرينَ كما الأشباه في حلكٍ
ضيَّعتُمُ الدربَ أم ضاقتْ بكمْ سبلُ
أخشى على الروحِ إن ضلَّتْ مسالكُها
يَطالُها الهمُّ أو يودي بها الهزلُ
في فسحةِ العمرِ أمثالٌ لكم ضربتْ
الداءُ والموت إذ ما استفحلتْ عللُ
انظر جليًّا ترى الأشجار إذ بسقتْ
كيف ارتقى الجذع إن سجَّى به الوحَلُ!
والغصنُ أينعَ والأثمار تحضنهُ
لم يذوِهِ الطينُ بل من مائه نهلوا
أغرى الفؤادَ هوى الدنيا وزخرُفها
ويحَ الأنام إذا ما الموت قد جهلوا
الناسُ كالماءِ أخلاطٌ وأمزجةٌ
منه الزلالُ ومنه الآسنُ الضحلُ
بعضُ القلوبِ من التحنانِ قد نضبتْ
لم يروِها الغيثُ مهما طالها البللُ
غيوم قهرٍ مضت تجتاحنا زمنًا
والحزن أوغل في الأصقاع يرتحل
ريح الرزايا خريفٌ لا انقضاء له
في كلّ صوب بدت بالخوف تحتفل
تُشيعُ في كبد الأحباب سطوتها
وكم يدق على أوتارها الأجلُ
هيا استقيموا وحيدوا عن جهالتكمْ
لن ينفعَ المرءَ غير البرِّ، فامتثلوا
ياسمين العابد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق