آهاتُ طَيف.
قدْ وَثَّقَ الكونُ ما بهِ اتَّصفا
شَعبٌ أَبيٌّ بهِ الفتى ارْتشَفا
.
أوصافهُ من خِصالِ من سطعتْ
أَخلاقُهمْ في المدى وكمْ نَصفا
.
أَبناءهُ في غَياهبٍ وعلى
أرضٍ طهورٍ بها النوى هتفا
.
أجدادنا قِمةُ الثباتِ بهمْ
صرنا أُسودَ الوغى وإن قَصفا
.
باغٍ نَجوسُ المكانَ نَخطفهُ
خَطفاً ونَرجو الْعليَّ إن عَصفا
.
خَطبٌ بِراياتِنا نَثور ولا
نَهتَم بالبرقِ إنْ هوَ ائتلَفا
.
بلْ نَقتفي نورهُ لِنحبسهُ
في جِلدنا كيْ نقي منِ الْتَحفا
.
رَيانُ يا كوكباً أَطلَّ على
تَلِّ الْمريدينَ بعدُ وَاعْترَفا
.
نَحنُ الشُّموعُ التي بنا اتَّقدتْ
كُلُّ البيوتِ التي اكْتوتْ أَسَفا
.
شَفشاونُ الجُرحُ في جَماجمنا
يَنمو لِيَقتصَّ ممَّنِ احْترَفا
.
قَهرَ الْمُسِنِّينَ في مواطنهِمْ
والحامِلينَ الرِّضا لِمن وَقَفا
.
هُبُّوا كَريحِ الْمُقاوِمينَ لِكيْ
نَحيا حياةً بِها الفتى قَطفا
.
ما يَشتَهيهِ الْأَبِيُّ من مُتعٍ
أوْ منْ عُيونٍ زَوتْهُ فَاعتَكفا
.
حَيُّوا رِجالاً قَضوْا لَيالِيهُمْ
يَرجونَ منْ سِترُهُ حمى الْخلَفا
.
يَحذونَ حَذوَ الْمُجِدِّ في طَلبٍ
كيْ يُخرجَ الْجاثِمَ الذي خَطفا
.
أرواحَ منْ صوتُهُ يُكلِّمهمْ
يا تَيأَسوا فَالصَّغيرُ ما ذَرَفا
.
دَمعاً على خَدِّهِ أوِ احْتبَستْ
آمالُهُ بلْ دعا وما ارْتَجفا
.
من جُبِّهِ قاد خلفُ قافِلةً
لِلحُبِّ في الْعالمِ الذي اكْتشَفا
.
أنَّ الْحياةَ التي تراوِدُنا
بِضعٌ فَهلْ نَكتفي بِما وَصَفا
.
خَيرُ الدُّعاةِ الأَمينُ في سُننٍ
عيشوا كَضَيفٍ بها وَعوا الْهدَفا
.
سُبحانَ منْ فَضلهُ لنا نِعمٌ
آخى بها الْخلق بعدما لَطَفا
.
لا تَلعنوا الدَّهرَ إنهُ قَسمٌ
قد أَقسم الْحقُّ بِاسْمهِ سَلفا
.
مصطفى جميلي
مكناس في ١٠/٠٢/٢٠٢٢
*القصيدة على البحر المنسرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق