* على إيقاعِ جرح *
وفِّرِ الآهَ يا كثيرَ الجراحِ
هل تعوّدتَ من رمي الأتراحِ
إن تعبتَ في المسيرِ اختيارًا
إنّما الليلُ مُمسِكُ الأصباحِ
في الفيافي يفيءُ غصنٌ قطيعٌ
قد تلوّى بقبضةِ الأتراحِ
إنّني الغصنُ والجذورُ صحارى
قد ضربتُ الآهاتِ راحًا براحِ
لا جناحَ عليك يومَ البلايا
لا جناحَ على كسيرِ الجناحِ
أضرَمَ الهمُّ في الفؤادِ لهيبًا
أشعلَ الجرحُ ثورةً بإقاحي
إنّها الشمسُ في سمائي تلاشت
حينَ طحنا بكبوةٍ وطواحِ
أصبحَ القلبُ في الأنينِ وحيدًا
أصبحَ القلبُ مسكنَ الأشباحِ
غيرَ روحي الصغيرةِ لم أجدها
بينَ عصفِ الجوى وهبِّ الرياحِ
موقدُ الذكرياتِ هاؤم تهاوى
صبَّ هذا الظلامُ في مصباحي
إنّني أكتمُ الصراخَ بقلبي
إنّني هكذا قليلُ الصياحِ
إنّني في السلامِ أهلُ هدوءٍ
إنّني في الحروبِ شاكي السلاحِ
إنّني للذي يطلبُ علمًا
يقرأُ القلبَ لا كتابَ الصحاحِ
هكذا العمرُ في الحياةِ مخيفًا
فيه دفعُ الأذى ورفدُ الكفاحِ
كيفَ ترويكَ في الحياةِ صحارى
نهرُكَ العذبُ في يدِ الأملاحِ
أشْرَعَ الدهرُ فالحروبُ ابتداها
امسكِ الجرحَ قبلَ رمي الرماحِ
قرنُهُ اصطكَّ في جدارِ الأماني
فتداعيتُ من كثيرِ النطاحِ
واقفٌ أحرّكُ الجرفَ علّي
إن تساقطتُ فوق قبرِ الصلاحِ
لم أجد بسمةً وثغرًا ضحوكًا
إنّما نحنُ مثلُ هذا المزاحِ
الظمى ظل ظاهرًا فوظويًا
عينُ همٍّ لترعةِ الضحضاحِ
ندفنُ الرفضَ في الفيافي ولكن
نغرسُ الآنَ شتلةَ الانبطاحِ
هكذا ينتهي لدينا زمانٌ
قائمٌ في بكًى وجرِّ النواحِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق الخميس / ٢٤/ ٢/ ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق