من بعضِ ما فيها كتبتُ قصائداً.
هيَ إنْ نظرتَ أتاكَ سهمٌ قاسِ
وإذا غضضْتَ تذوبُ بالميّاسِ.
هىَ كوكبٌ في الارضِ قامَ بذاتهِ
وجناسُها مِن أغربِ الأجناسِ
فقياسُها لا مَنْ يحدُّ حدودَهُ
لم يعترفْ بمحجّةِ المُقياسِ
وأنا حملتُ خرائطي لأقيسَها
شتّانَ بينَ مقاسِها ومَقاسي
فهيَ النجومُ تعومُ في أحداقِها
وأنا يقضُّ مضاجعي وسواسي
فأذوبُ إنْ مرّت نسائمُ ذكرِها
ذوبانّ ملحٍ في مياهِ الكاسِ
وأنامُ مذعوراً أعاقرُ طَيفَها
فأعودُ أحملُ جُعبةَ الإفلاسِ
أنا لا أراها مِن سُلالةِ آدمٍ
خَلقاً ولا مِن طينةٍ كالناسِ
هيَ تجمعُ الأضدادَ في حدقاتها
فمنَ الظلامِ تشعُّ كالنبراسِ
وتجولُ كالفرسِ المُطهّمِ في الوغى
وتذوبُ مثلَ الشمعِ في الأعراسِ
كَذِبَ الذينَ أتوا لوصفِ مِراسِها
مَنْ ذا يُساوي الفأرَ بالدرباسِ*
مِن بعضِ ما فيها كتبتُ قصائداً
فعسى يَروقَ الشعرُ للجلّاسِ
.
*الدرباس=الأسد
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق