....………..رثاء الوالدة……...........رحمها الله تعالى
ما بالُ عينكَ منها الدّمعُ ينسكبُ
أَفارقتْ إلْفَها أمْ عادها عَطبُ
لا ليس ذاكَ ولا هذا يؤرِّقُني
ويستفزُّ دموعاً هَطْلُها صَبَبُ
بل إنّ عينيَ قد فاضتْ مدامعُها
لِفَقْدِ أمّي فهل في ذلِكُمْ عَجَبُ
ما لِلدّموعِ - وقدسالتْ على عَجَلٍ
إلاّ على فَْقدِهاياصاحبي - سَبَبُ
كان الحنانُ وكانت فيهِ راقيتي
من كلّ سوءٍ إذا خالتْهُ يقترِبُ
أَهْدَتْ إليَّ حناناً لو يُقاسُ بِما
يُهدَى ويُوهَبُ فاقَتْ كلَّ مَنْ وهبوا
جِدٌّ وُلُوعي بها لا هَزْلَ يَصْحَبُهُ
وفي سواها وإنْ أبديتُهُ لَعِبُ
هيَ الوَداعةُ بلْ واللّطفُ أجمَعُهُ
هي الفؤادُ المُعَنّى الخافقُ الحَدِبُ
كانتْ مَلاذي إذا ما الضُّرُّ داهمني
أو إنْ تألّمتُ أو نابتْنيَ النُّوَبُ
يا لَهْفَ نفسي على حُبٍّ نَعِمْتُ بهِ
صافٍ تأَلَّقَ ما في صَفْوِهِ نَدَبُ
نَذَرْتِ عينَكِ عنّي كي أظلَّ على
قَيدِ الحياةِ ولا مَنٌّ ولا عَتَبُ
أبْقيتِ أُخرى ولكنْ كي تراقبَني
وكي يكونَ لها في رُؤْيتي طَرَبُ
سَقياً لِقبرِكِ من قبرٍ حوى شَرَفاً
فَذّاً رفيعاً ، به الأخلاقُ تَنتقِبُ
يا رحمةَ الله هُلِّي في جوانبهِ
واهْمِي عليهِ كما لو هَلّتِ السّحبُ
مالي إلى اللهِ إذْ أدعوهُ في سَحَرٍ
وفي أصيلٍ لها إلاّ الرِّضا طَلَبُ
يا ربِّ وفِّ ديوناً عنّيَّ ازدحَمتْ
لها عليَّ و رَدّي ليسَ يُرْتَقَبُ
منْ لم يكَنْ عندهُ أُمٌّ يلوذُ بها
فَلْيبْكِ ماشاءَإشفاقاً وينتحبُ
-----------------
سورية.حماه. مصياف.المشرفة
سليمان شاهين أبو إياس
---------
راقيتي: تصنع لي رقية من حنانها.
الحَدِب: المُشفق. تنتقِب: تتخذ نقاباً
هُلّي : انسكبي. النُّوَب: الشدائد .النّدَب:أثَرٌ ما يبدو على الوجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق