السكونُ رقيب
************
ألا مَن رأى قلبَ العشيقِ يذوبُ ...
وفي لينِ هَمْسٍ للحبيبِ يطيبُ
وفي طوْعِ أمْرٍ لا يردُّ مُسائلاً ...
ولو قيلَ إرحلْ , فالسُّكونُ رقيبُ !
على الدَّارِ عيني لا تزولُ بطَرْفةٍ ...
أُحَدِّقُ في حُلْمٍ أرَاهُ يَغيبُ
أيا رُبَّ ليلٍ قد سلكتُ ظلامَهُ ...
تلمَّستُ شوقاً لو عليَّ يُجيبُ
أفي الرَّبْعِ ليلى أمْ أبُوءُ بوَهْمِها ...
فما رَدَّ قوْلي للنخيلِ عَسيبُ
أتى الصُّبْحُ قالوا مَنْ عَسَاكَ بحَييّنا ...
أَمِنْ أهلِ قومٍ أمْ عَسَاكَ غريبُ ؟
تردَّدتُ حيناً ثمَّ قلتُ مُلاطِفاً ...
هُنا الشوْقُ أهلي والغرامُ نسيبُ
تحمَّلتُ منهُ ما أقامَ صَبابتي ...
وما عادَ يُجْدي بالضميرِ مَعيبُ
هُنا خِلتُ ليلى في الخفاءِ تلومُني ...
على بَوْحِ سِرٍّ لو أفضْتُ يُصيبُ
فما الغيرُ يدري بالهُيامِ وفِعلهِ ...
ولا ذاقَ حُمْقاً في الحياةِ لبيبُ
وما خِلتُ شيئاً كالجُنونِ وِقايةً ...
وما قيلَ عنِّي في الظنونِ يَخيبُ
فأسهَبتُ وصفاً في مَحَاسِنِ ليلتي ...
وأكثرْتُ هَزلاً في الحديثِ يُريبُ
كذا انفضَّ عنِّي مَن أرَادَ تساؤلاً ...
وما ظنَّ إلا صُدفةً وأتوبُ
وما تُبتُ ليلى عن غرامِكِ عامِداً ...
وذا لُبُّ قلبي للغرامِ يثوبُ
فلو كان خيراً كالعَوَامِ سعادتي ...
ولو كان ذنباً للخَوَاصِ ذنوبُ
فليلى بقلبي لا بعَينِ مُشاهدٍ ...
تقاسيمُ أنثى والسماعُ طَرُوبُ
أيا ليت شِعري لو تعيشُ بصُحبتي ...
هِيَ الحقُّ كَنزٌ في النساءِ عَرُوبُ
ولكنَّ حظِّي في الحياةِ كعاثرٍ ...
ولو شاءَ ربِّي لن يَحيدَ نصيبُ
**********************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق