سرُّ أشعاري
ضمَّنتُ شعري لوعتي وشكاتي
عطَّرتُ حرفي من شذا الكلماتِ
وبريشةٍ رفّتْ على وادي الهمو
م طيورُها قد شُيِّدتْ لوحاتي
أمحو وأرسم في السطور جنائنًا
ومدائنًا تخلو من الطرقاتِ
لأسير في تلك الظلال مؤانسًا
حلمي وبوحي حيرتي أنَّاتي
ترعى حروفي في بيادي وحشتي
ويسير حظّي يستجير بذاتي
روّيت من عين الفؤاد صبابةً
فاعشوشب الشوق الذي بفلاتي
وشققتُ نهرًا كي تفيض ضلوعه
كي تزهر الأحلام بالفلوات
وسقيتُ صحراء النوائب من دمي
لملمتُ من بؤر الشتات رفاتي
حتى تبدَّى الوقتُ غفوةَ حالمٍ
بفراشةٍ تلهو مع النسماتِ
وتداعبُ الأطيارَ في أوكارها
وتبادلُ الأنداءَ بالبسماتِ
حلمٌ تعاركهُ الوقائعُ كلَّما
ضاقَ الفؤاد بوحشة الظلمات
قلبي رماديٌّ وروحي أقحلتْ
وُئِدتْ مباهجُها بوجهٍ عاتِ
عصفتْ بعمري النائبات وزمجرتْ
جعلت خريفي كلَّ حينٍ آتِ
إنِّي مخرتُ بحور شعري كلِّها
لم ألقَ شطّي لا ولا مرساتي
ضربت بأشرعتي الحتوفُ ومزقتْ
صدري المليء بأنَّة الزفراتِ
هلّا عرفتم سرّ أشعاري التي
مُزِجتْ بطعم المرّ والحسراتِ
ياسمين العابد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق