☆●《 ابْتِهال》●☆
رَمَضانُ هَلَّ فأینَعَتْ أغْصَاني
و تضَمَّخَتْ بعُطُورِهِ أکْوانِي
و بِفَیْئهِ الرَیَّانِ هَبَّت نِسْمَةٌ
فتَوَسَّدَتْ رَبْعَ السَّلامِ جِنَانِي
و اؔعْشوشَبَ الرَّوْضُ الجَدیبُ بمُهْجَتِي
وتفتّقَ النِّسْرینُ في شِرْیَانِي
وَ غَفَا العَبیرُ بمَضْجَعِي و وَسَائِدي
و عَلی زُنودِ النُّورِ نامَ زَمَانِي
و تَدَفّقَتْ فِي خَافِقِي حُلَل السَّنَا
وَکَسَتْ شِغَافِي بُهْرَةُ الألْوَانِ
سَکَبَتْ کٶُوسَ النُّورِ في جوْفِ الدُّجَی
فَتَرشَّفَتْ خَمْرَ الصَّفاءِ دِناني
و علی جِدارِ الطُّهْرِ طالَتْ نبْتةٌ
حَتّی غدَتْ کَخَمَائِل البُسْتَانِ
و زَهَتْ لَیَالي الأُنْسِ في حِضْنِ التُّقَی
ورَسَتْ بُحُورُ السِّلْمِ في الشُّطْاؔنِ
عِطْراً و طُهْرًا..رَحْمةً و بَداٸعًا
مَمْهُورَةً بالهَدْيِ و الإِیمَانِ
حَفلَ الوُجودُ بِنُورِها فَتألَّقَتْ
کَسَبائکٍ مِن عَسْجَدٍ وجُمَانِ
و الشِّعْرُ عَرَّشَ فَوقَ تَلِّ مَواجَعَي
فَزَها القَصیدُ بِنَشْوةٍ و بَیانِ
یَشدُو باؔلاءِ الإلهِ و مَجْدِهِ
و یُذیبُ رُوحَ الکوْنِ في الألْحَانِ
و یَحُوکُ مِن نَسْجِ الکَلامِ قَوافِیًا
رَسَمَتْ بَدائعَ خَالِقٍ فَنَّانِ
شَهْرٌ سَباني بالنّسَائمِ هَبَّةً
مِغْداقةً من نفْحَةِ الغُفْرانِ
فِي خَافِقي حَلَّتْ سَکینةُ نَشْوةٍ
و خَبا لۭهِیبُ الحُزْنِ مِن نِیراني
فَتَحَّوَّلتْ حِمَمُ اللَّظی مَعْزوفةً
تهْمِي کَما الأشْذاءُ فِي البُسْتانِ
بَرْدًا..سَلامًا..نفْحَةً من سُنْدُسٍ
من عِطْرِ ریحِ الخُلدِ و الِإیمَانِ
☆●☆●☆●☆
يا إخْوةَ الأوْجاعِ في كَونِ اللَّظی
أوطانُنا تُغْتالُ في رَمَضانِ
كوفيدُ یَنفُثُ سُمَّهُ في فَیْئِنا
ویصُولُ في الأرْجاءِ کالثُّعْبانِ
و الجَوْرُ یَرْفُلُ زاهیًا مُتنَمِّرا
في بِزَّةِ البطلِ النّبیلِ الحَاني
و دَمُ الكرامةِ مُسْتباحٌ مُهْدَرٌ
و الجُرْحُ مفْغورٌ بِقَیْحٍ قانِ
حُکّامُنا في شَهْوةِ الأجْساد لا
مِنْ جذْوةٍ أو نخْوةِ الوِجْدانِ
لا نُورَ في أرْواحِهم غیْرُ الدُّجی
عتْمًا و عُقْمًا في مَدَی الأزْمانِ
ماذا أقولُ وریشَتي مَثْلُومةٌ
والعجْزُ والإحْباطُ مِلْءُ کِیاني؟
هذي أنا في جُرْفِ أوْجَاع الجَوی
مصْدُومةٌ و النّبْضُ کالبُرْکانِ
قَد جئْتُ أحْملُ حُرْقَتي ومواجِعي
فی أحْرُفي و بأضْلعي ولِسَاني
أدْعو الإلهَ بحُرْقةٍ محْمومةٍ
تُدْمي الوَریدَ ..تَمیهُ في الشِّرْیانِ
و تُذیبُ صَخْر الحِقْد في قلْبِ الأذی
هل یا تُری تَلقَی سَمِیعَ أذانِ؟
ﷲُ..یا ﷲُ.. أطْفِيءْ حُرْقتي
و بِشهْدِ نهْرِ الخُلدِ فاؔرْوِ کِیاني
قلْبي بِفیْئِکَ مَرْتعٌ و خَمائِلٌ
و مَرَابعٌ....یا روْعةَ الأکْوانِ
أنتَ المَلاذُ و أنْتَ نبْعُ صَبابَتِي
و هُوِیَّتي.. و المُنْتهَی عُنْوانِي
یارَبُّ.. هَذي أرْضُنا ثَمْلی بِکَأْسِ
الرُّعْبِ و الإرْهابِ و العِصْیانِ
مَاهَتْ سُمومُ الدّاء و اؔنْتَحَرَ الصَّفا
و غَدَا المَدَی نَهْرًا مِنَ الأَشْجَانِ
فَاؔسْبِلْ جَناحَکَ فَوْقَ قَوْمٍ عُزَّلٍ
قَد طَوَّقَتهُم لَوْثةُ الغِرْبانِ
قَد أُجْهِضَتْ أوْطَانُهم بیَدِ الأذَی
و تَمَنْطَقُوا بالذُّلِّ و الخُذْلانِ
أَسْرِجْ قنادِیلَ الهُدَی یا خَالِقي
عَلََ القُلوبَ تُضِيء بالتِّحْنانِ
و افْتَحْ مَغالیقَ التُّقَی عَلَّ المَدَی
یَهْمِي عَلی الاؔفاقِ بالإحْسَانِ
☆●☆●☆
هَذِي حُروفي رُمْتُها أهْزُوجَتي
نجْوی ابْتِهالي لِلَّذي سَوَّاني
قدْ صُغْتُها مِنْ خافقي بأنامِلي
قدَّمتُها منْ مُهْجَتي قُرْبانِي
یجْتاحُني أملٌ بکوْنٍ من صفَا
العدْلُ شَرْعِي و السَّلامُ رِهَانِي
فلَعلَّ هذا الشهْرَ یُزْهرُ في دمِي
أملا یفیضُ علی رُبَی الطُغْیانِ
فأراکِ یاوطني المُعتَّمَ نجْمةً
تزْهو بآلاءِ السَّنَی و أرانِي
فِي فَيْءِ شِعْري غیْمةً مِغْداقةً
تهْمي بشَهْدٍ مِن جَنی الألْحانِ
و أرَی الوجودَ حمامةً رفْرافةً
تشدُو السَّلامَ وَصَحْوةَ الإنْسانِ
☆《سعیدة باش طبجي☆ تونس》☆
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق