أحبابي كانوا هنا..
بُعْدُكُمْ لَمْ يَكُ سَهْلاً هَيّنا
زادَ فيهِ الْهَمُّ وَالظهْرُ انْحَنىٰ
كانَ عودي قَبْل هٰذا أخْضَرا ً
زاهِياً حُلْواً رَقيقاً ليّنا
باتَ مِنْ طَرْقِ النوىٰ مُنْكَسِراً
مُحْبَطاً هَشّاً هَزيلاً واهِنا
يَبَسَتْ أغْصانُهُ الْخُضْرُ الّتي
مَنْ رَآها وَهْيَ تَجْثو حَزَنا
كانَ أحْبابي هُنا قَدْ سَكَنوا
في رِياضٍ لَمْ يَغَبْ عَنْها السنا
تَحْكِيَ الْأطْلالُ لَوْ تَسْألُها
عَنْ بَقايا مِنْ وِدادٍ وَهَنا
كُلّ شَيءٍ قَدْ أضعْناهُ سِوىٰ
ذكْرياتٍ لَمْ تَغِبْ عَنْ بالِنا
قَدْ هَوىٰ صُْرْحٌ مهيبٌ شامِخٌ
قَدْ بَنَيْناهُ مَعاً عالٍ هُنا
في زواياه جَمَعْنا فَرْحَة ً
وَاحْتَضَنّاها بِشَوْقٍ وَحْدَنا
لَمْ يَعِشْها عاشِقٌ أوْ حالِم ٌ
أوْ حَبيبٌ بِاشْتِياقٍ مِثْلَنا
مَرّت الأيّامُ تَجْري وانْقَضَت ْ
وَتَرَكْنا خَلْفَنا أفْراحَنا
وَغَفَوْنا بَعْدَ حينٍ لَمْ نَجِد ْ
غَيْرَ حزْنٍ صُبَّ في أقْداحِنا
وَبقايا فَرْحَةٍ لَمْ تُكْتَمَل ْ
وَندوبٍ مَنْ جِراحاتٍ بِنا
لَمْ نُحَقِقْ كُلَّ ما نَصْبو لَه ُ
في حَياةٍ لَمْ نَنْلْ فيها الْمُنىٰ
حافظ لفتة عباس
ضمن سجال فرسان القريض والسجالات /67 معارضة قصيدة عمر أبو ريشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق