الأربعاء، 6 أبريل 2022

( عجزت عن السؤال) بقلم الشاعر.. ماجد منيري


 ( عجزت عن السؤال)


وطني الفتيّ تَناثَرت أَشلاؤه 

وتَشَقّقتْ طَبَقاتُه وسَماؤه 


وتَبَعْثَرَتْ في لُجّة الحَمْقى سُدى

أركانه  وازّلزَلَتْ  أرجاؤه 


واسْتَنْشَقوه كَياسِمِين عابر  

بعد الرّبيع  فقُمّصت أشْذاؤه 


واسْتَبطَنوه كَوَجْبة ليليّة 

واستُفرِغت في الباقيات دِلاؤه


يمن العُروبة أَلف سُنبلة حَكَت 

تاريخه  فتَأوّهت  شَمّاؤه


يَمَنْ له في كلّ قَارعة صَدى 

لم  يبق  إلّا ذِكره  ورِثاؤه


لم يَبْق إلّا نَسْمة نشتمّها 

عند المساء ونَعلُه وكِسَاؤه 


أَلْقوه في جبّ الضّغِينة مُفْرَدا 

وشروه بَخْسا  فانْزَوَت آلاؤه 


ألقوه في يَمّ الحقارة عُنْوة 

نبذوه قَسْرا فانتَهت سَرّاؤه


نَائَتْ على فِرْدَوسِه نار الغَضَى 

فَلَظَته  واسْتَشفى به أبناؤه 


وبُعَيدها جَلَسوا بِمَأتمه الّذي 

نَصَبوه ثمّ استُصرِخت حَوّاؤه 


قَتَلَتْه نَافِلة العبيد وكَيْدها 

وعلى الفريضة أُبْجِدت أسماؤه 


وطني الفتيّ يشيخ رُغم شبابه 

ويموت كَهْلا  والجُناة عزاؤه 


ليلٌ من الأحقاد يخفي شمسه 

في التّيه أين صباحه ومساؤه؟ 


أين الشّروق على بسيطته الّتي 

سَمُرَتْ؟ وأين خريفه وشتاؤه ؟


أين الأصيل إذا الغزالة أَظْعَنَتْ؟

 قبل المغيب  فوُرّدتْ أنحاؤه 


أين الهبوب المستقّل سحائب ؟

والسّابحات يحوطهنّ  فَضَاؤه؟ 


أين البُكُور القرمزيات النّدى؟ 

أين الشّذا؟ كيف اختفت فَيْحاؤه؟


و(سُهَيْل ) ذو الأطياف أَسْبَتَ نوره 

 غَيْم، وأين تَخَلّفت (جَوزَاؤه )؟


ما بَال(بَيْنُونا)  تَدَثّره عُمْره 

وعلى ضريحه زُوّجت  نَجْلاؤه


سَلَبُوه كل تَمِيمَة  وعَزِيمة

وعروه حقدا فاعتَمتْ ظلماؤه 


جعلوه لعبة صِبْيَة  وعَجَائِز 

قد مات في أعماقهم إحياؤه


اسْتَمْرَأَتْ نَفْسُ الذّليل هُدُوءه

فَعَصَى وقامت في الدّنا ضوضاؤه 


اسْتَكْثَرَت سِرّ الحياة ونَبْضها 

فاغْتِيل عَمْدا ماؤه وهواؤه 


أَيُشَقّ ثَوْب الطُّهر  عند نَسِيجه 

ويُباعُ عند العاهِرات حِذَاؤه 


وطني صَباحُك عاريا ومَساؤك 

المَسْلوب شُقّ عَفَافه وحَياؤه 


صَدَفَاتُ عِزٍّ هُشّمَتْ وتَكَسّرت 

وعلى الأدِيِمِ تَكَسَّرتْ أَنْواؤه 


أنت الغريق  فهل لِقِشّة مُنْقِذ 

والبَحْر  جُنّ  وأُنْشِزَتْ أَعْضاؤه 


والمُسْتَفِيق على الأنِيْنِ  ومِدْيَة

 وعلى الأَسِنّةٍ  قُطِّعَتْ أَمْعَاؤه 

يتبع ... 

ماجد منيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق