مظفر النَّواب-------------
يافارسَ القلمِ العَتيقِ المؤنِسِ
قد غِبتَ عنَّا في بهيمٍ مُخنِسِ
أرويتَنا أدبَ الكلامِ مُشرِّعاً
كأسُ العروبةِ في وصيدٍ مُكنِسِ
وسكبتَ من لفظِ المعانيَ جِيئَةً
ورواحةُ المكنونُ طُهرُ الأنفُسِ
أولِجتَ في جدَثٍ تعلَّا هامَةً
بينَ الصُّروحِ وفي رياضِ المَقدِسِ
ألهبتَ من لغةِ العروبةِ أيكةً
عذراءَ من سُنَنِ العتيقِ المُغلِسِ
في الشِّعرِ أنجَبتَ الكلامَ تجمُّلاً
فتعجَّرت كلُّ القلوبِ الخُرَّسِ
والخندَريسُ مدامةٌ أولمتَها
تعلو المنابرَ في رحيبٍ أنفَسِ
أطياركَ الولهى عروبةُ حالمٍ
فضحَت شرورَ ذوي الخِمارِ المُركِسِ
يستعبِدون بني الوَرى بِعباءةٍ
رقطاءَ من قِطَعِ البهيمِ المُفلسِ
يستأسِدونَ بغِيِّهم وفِعالهم
والأرضُ حُبلى من دَميمِ تأبلُسِ
وذروا العروبةَ في دياجيرِ العَنا
ومن الدِّمقسِ سريرُهم في طُنفُسِ
باعوا الشَّظايا بالتلصُّصِ تارةً
خفروا بلادَ العُربِ رهنَ المَحبَسِ
ومُظفَّرُ النُّوابُ كلُّ عزائِنا
ياحكمةَ الأبدان روحهُ فاحرِسِ
هذا الفناءُ بغيرِ صوتكَ أبكمٌ
عجماءُ راقصةٌ قفيرُ دوارسِ
أشرَعتَ في دَيجورنا مَندوحَةً
وتركتَنا نحثُو مضاربَ عَسعَسِ
يبقى لِوانا والصَّريمُ مُشلَّعٌ
مادامَ يرفلُ بالهَزيعِ المُرمِسِ
___♡____♡___
د. عماد أسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق