أَساقَكَ الشَّوقُ أَم ساقَتْكَ أقدَارُفَمَا لَهُ الدَّمعُ مِنْ عَيْنَيْكَ مِدرارُ
إنِّي ظَمِئْتُ وَنَارُ البُعدِ مُحرِقَةٌ
ولاعِجُ الشَّوقِ قَتَّالٌ و أَسَّارُ
ها قَد أَتَيْتَ وَقَلْبِي فِي الْهَوَى كَلِفٌ
ونبضُ قَلْبِي كَمَا الأَموَاجِ هَدَّارُ
سَرَقتَ مِن زَمَنِي الْأَيَّامَ أجمَلَها
وَكَم عَذَرتُ وللأحبابِ أَعذارُ
ثُمّ اُتَّجَّهتَ إلَى قَلْبِي تُغازِلُهُ
مِنْ بَعدِ أَنْ أضرَمَتْ أَركَانَهُ النَّارُ
مَنْ ذَا يُكفكِفُ عَن قَلبي مواجِعَهُ
لَن يَكتُمَ الجُرحَ مَنْ فِي كَفِّهِ ثَارُ
مَنْ يَزرَعِ الشَّوْكَ لَا يَجْنِي سِوَى نَدَمٍ
وَمَنْ أَرَادَ القِلى ضَاقَتْ بِهِ الدَّارُ
إنَّ الْمَحَبَّةَ أَنْ تَفْنَى لِمَن وَصَلُوا
حَبلَ الْمَوَدَّة لَا مَنْ حبلُهُم عَارُ
لاَ تَأْسَفَنَّ عَلَى مَنْ بَاعَ مَسكَنَهُ
ثُمّ احتوَتْهُ بِدَار الذُّلِّ أوكارُ
مَنْ بَاتَ يَرْضَى بِأَن يَحيَا بِلَا وَطَنٍ
كَالنَّبتِ يَأْبَى بِأَن تَروِيهِ أَمطَارُ
فالغيثُ حَيثُ هَمى فَالأَرضُ مَوطِنُهُ
وَالشَّوقُ حَيثُ نَمَا نُورٌ ونُوَّارُ
وَالقَلْبُ حِين صَبَا رَقَّتْ خمائِلُهُ
والرِمشُ حِينَ رَمَى كَالسَّيفِ بَتّارٌ
إَنْ جِئْتَ مُعتَذِراً عَنْ كُلِّ شَارِدَةٍ
فَقَد غَفَرتُ وَإِنَّ اللَّهَ غَفَّارُ
أَمَل كَرِيم وَسوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق