لاح الرحيلأستغفرُ اللهَ من زلَّاتِ أفكاري
مِنَ الطموحِ ومنْ جهري وإسراري
مِنَ المجونِ ومنْ كِبرٍ أُصَارِعُهُ
ويَهدِمُ الكِبْرُ عند الضعفِ أسواري
سَبعٌ وخمسونَ والأحلام ما فتئتْ
تُؤرجِحُ الرُوحَ بين الماءِ و النارِ
يا غُصَّةَ القلبِ آمالي تُعذِّبُني
وعاونتها أفانيني وأشعاري
وساندْتَها طيورُ الغيِّ في بلَدِي
فحلَّلَتها مع العصيانِ أطياري
إنَّي حزينٌ بما يجري بأوردتي
منَ الهمومِ وما ترويه أخباري
تُساورُ القلبَ أفكاري وأَخْيِلَتي
كأنَّما الظلمُ من فِعلي وأوزاري
وداهمتني رُسومُ الدارِ باكيةً
تُلقِي الملامةَ في عودي وقيثاري
لاحَ الرحيلُ وفي الآفاقِ راحلتي
تطوي الدهورَ على ميعادها الجاري
وَلَّى الشبابُ وفي أكنافِهِ صُورٌ
تُخلِّدُ الحبَّ في شعري وأسفاري
وتَستفيقُ زُهورُ الأمسِ منْ غَدِهَا
وتسألُ الروحَ عنْ صَحْبِي وسُمَّاري
فلا مجيبَ سوى دمعٍ أُدافعُهُ
منَ الدهومِ ومنْ آفاتِ أفكاري
وقد دعاني هوى الزيتونِ أذكُرُه
وكمْ يهيجُ على التذكارِ إعصاري
وكم أحنُّ ودمعُ العينِ يغرقُنِي
وكم أَوَيْتُ إلى محرابِ أذكاري
(يا جرجنازُ) رعاكِ اللهُ معذرةً
قد خابَ ظنِّي بأصحابي وأنصاري
وضَاقَ صَدري مِنَ الأحلامِ إذْ كَذَبَتْ
تِلكَ الوعودُ فَأجَّتْ في النَّوى ناري
وضَاعَ عُمري ولمْ أعرفْ لَهُ سَبَبَاً
وقَيَّدتني على الخسرانِ أقداري
آنَ الوداعُ وأيَّامي تعاتبني
ولا أزالُ على طيشي وإصراري
ولا يزالُ ربيعُ العمرِ في خَلَدِي
يُكلِّلُ النفسَ بالريحانِ والغارِ
رُمتُ الحياةَ ولمْ أعملْ لآخرتي
حتى غَدَوتُ بِلا أهلٍ ولا دارِ
ذنبي كبيرٌ وآثامي بها شططٌ
وكلُّ زادِيَ حسنُ الظنِّ بالباري
حسن خطاب سورية جرجناز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق