رثاء الأستاذ أحمد مجذوب الأمين***
من أوائل السّودانيين الذين دَرَسوا
في دار العلوم بالقاهرة
عملتُ معه عندما كان رئيس شعبة
الُّلغةِ العربيَّة بمعهد التَّربية بخت الرِّضا
في ستِّينيَّات القرن الماضي .
***
يا أبا المجذوبِ عفواً عقَّني فيكَ القصيدُ
أعرضتْ عنِّي قوافيهِ وأقصاها الصٌُدودُ
وبُحورُ الشِّعرِ جافَتْني وأمستْ لا تَجودُ
كُلَّما حاولـتُ أَرثـيـكَ تولَّاني الجُـمُـودُ
وعميقُ الحزنِ في الأعماق يطغى ويسودُ
ما الذي يجديهِ شعري بعدَما أوْدى الودودُ
الزَّكيُّ النَّفسِ عَـذْبُ الرُّوح والدُّرُّ الـفَريدُ
الرَّقـيقُ الـحِـسِّ كالأنسام والـنَّـبـعُ الـبَرودِ
الظَّريفُ الظَّرْفِ يُـبْـدي مِنْهُ ما ليسَ يعـيدُ
الأديـــبُ العَـالـمُ الفَــنَّـانُ أيَّــانَ يَـــرودُ
الـنَّبيلُ الشَّهـمُ صافي القلبِ والظِّلُّ الـمَـديدُ
الوفيُّ الـحـافِـظُ العَـهـدِ إذا آدتْ عُــهُــود
عاشَ في دُنْـياهُ دنـْيَـا نَسْـجُـها نَسجٌ فَـريـدُ
راهِـبَـاً للفكرِ حُـرَّاً لم تُـكَـبِّـلْهُ الـقُـيٰـودُ
لَـيْـلُـهُ ذِكْــرٌ وإنْـشَــادٌ وقُــرآنٌ مْــجــيــدُ
ولهُ في الـعِـلمِ سَـبْــحٌ مَـا لَـهُ فِـيـهِ نَــدِيــد ُ
جَـمَّـلْ الدُّنْـيـا فَـمَـاسَـتْ ولَـهَـا مِنْهُ البرودُ
وكَسَا الأيَّـامَ حُـسناً فَهْـيَ من زَهْــوٍ تَمـيدُ
وأشَـاعَ البِشرَ بينَ الـنَّـاسِ ينمو ويَـزيــدُ
عنهُ يـرْونَ الـحَـكايا وبِـهـا الكُل سَـعِـيدُ
كانَ بُـستاناً تباهَــتْ في حَــواشيهِ الورودُ
كانَ أستاذي ولى في نَـبْعِـهِ طابَ الورودُ
كم تَمَـتَّعْـتُ بِقُـربي مِنْهُ اجْـني مـا يُفـيـدُ
رحْـمَةُ الله عليهِ وهْــوَ بالـرُّوحِ يَـجُـودُ
هَـزمَ الـدَّاءَ بِـصَـبْـرٍ فِيهِ إيــمْــانٌ وطِــيـدُ
ومَـضَـى نَـحوَ جِـنانٍ حَـظُّـهُ فيها الخلودُ
واثِـقاً بالوعْـدِ ولَّـى مُـطْـمَـئناً إذْ يَـعُـــودُ
ربِّ سُـبْـحانَكَ تَـبقـى بينما يَـفْـنَـى العَـبيدُ
فاقبلِ اللهمّ وارحَـمْ مَـن لَـهُ نَـحْـنُ شُهودُ
كانَ ذَا قلبٍ وألْـقَـى سَـمْـعَهُ وهْـوَ شَـهِـيـدُ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( مع الأحباب الرَّاحلين )
ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق