* دمعةٌ ملساء*
بجرحٍ في صميمِ القلبِ نابي
فيا حزني على زمنِ التصابي
شربتُ الآهَ من كأسٍ نضيدٍ
فلم ألتذَّ من هذا الشرابِ
تأتَّبتِ النوائبُ واستقرَّت
على جسدٍ كمقفرِّ اليبابِ
حزمتُ الأمرَ بالمعروفِ حتى
نهيتُ النفسَ عن ذرِّ الترابِ
فاوقدتُ الشموعَ بنارِ قلبي
فما أُحرقتُ من عودِ الثقابِ
بفأسِكَ يازمانَ القهرِ أضحت
فؤوسُ الدهرِ قد ترمي احتطابي
من العقبانِ والغربانِ أشكو
أهذا السهمُ مرسالُ العقابِ
وهذا البومُ ينعقُ منذُ حينٍ
وقد يرنو إلى هذا الخرابِ
فما بعد الشبابِ سوى اعوجاجٍ
فهذا الشيبُ منفردُ الثيابِ
فلم نحصد سوى وهمٍ كبيرٍ
وما تلك السوادةُ بالسحابِ
كببتُ الدمعَ في ذكرايَ حتى
وجدتُ الدمعَ ينحبُ في انكبابي
فتلك الدمعةُ الملساءُ تغري
عيوني كي تزيدَ من انتحابي
فمن يُلقي القميصَ على عيوني
فقد أعيا الطبيبَ من التهابي
كبيتِ العنكبوتِ ترى عجوزًا
تهاوى فيهِ تعميرُ الشبابِ
فلا ليلايَ أو ليلاكَ تجدي
وما تُجدي ربابُكَ أو ربابي
سأُغلقُ كوّةً من سورِ دهري
وأرأبُها فما تُجدي رئابي
فما سَرَبت تباريحُ الليالي
فقد أكَّدتَ يا دهرُ انسرابي
حملتُ الذكرياتِ على كتوفي
فقد ثقُلت من الذكرى جعابي
واسكنتُ السرورَ بغيرِ زرعٍ
فواديها سيسكنُهُ اكتئابي
فذنبي أنّني داويتُ جرحي
فهل يُغني القليلُ من المتابِ
فهذا العمرُ كالقطراتِ ساخت
فلم تظهر سوى سحبِ الضبابِ
هنا قبرٌ سأدفنُ فيه بعضي
وبعضي حيثُ يدفنُهُ سرابي
حسابي مغلقٌ من غيرِ ذنبٍ
سأتركه لكي أحيي حسابي
فهذا عالمي ما كانَ فيه
سوى القطعانِ من تيكَ الذئابِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق