دار امتحان
إذا صدح الفؤاد بما ابتلاني
إله العالمين فكم أراني
شكوت إليه أمري في ليالٍ
وأرفع كفَّ من حشد الأماني
فما الدنيا سوى أطياف حلمٍ
بعين قد غفت قبل الأوان
إذا ما المرء أقبل من مكانٍ
ستهرب تلك منه إلى مكان
فكم من مستزيدٍ قد لقيها
وأقفى في حمولٍ من هوانِ
وكم من زاهدٍ خلْى هواها
فتسعى بالجواهر والجُمان
فلا تطلبْ من الدنيا سناءً
وقلبك مظلمّ وهواك جانِ
فما غير الإله لنا نصيرٌ
وما غير الإله عليك حانِ
فإن شئت الغنى قل يا إلهي
غنى نفسي فما بالمال غانِ
وإن شئت الوجاهة في عبادٍ
فثقْ ما غير وجه الله فانِ
ودع منها هوى نفسٍ لدنيا
طويتَ بها سنيناً كالثوانِ
فماذا قد جنيت سوى ذنوبٍ
وماذا قد حصدتَ سوى أماني
وكم من رابحٍ في ألف خسرٍ!!
و كم بانٍ لصرحٍ غير بانِ
وماذا قد تزود منك سعيٌ!؟
وكلّ ربيع عمرك للقيان
وتنهب ما تطال بلا ضميرٍ
وتظلم كلَّ مسكين يعاني
وما بحساب يومٍ قد تبالي
كأنك في خلودٍ بالزمان
فجهِّز للرحيل رحالَ عمرٍ
فخير الخلد خلدٌ في الجنان
وإن يوماً بها حَمَلُوكَ فاعلمْ
ولَجْتَ القبرَ من دارِ امتحانِ
محمد عايد الخالدي /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق