نزيفُ اغتراب الروح فينا يؤكّدبأن جراحَ القلبِ ليس تضمَّدُ
يمانون في المنفى يلوك اصطبارُهم
عناء وأشواقا وطردا يهدّدُ
ومن كان في الأوطان يقتات خوفَه
يقوم على صوت الرصاصِ ويرقدُ
كأنك لم تعرف سوى قهر مبعدٍ
حواليه آلام الفراق تردّدُ
جديرٌ بك الشكوى!!
لماذا أليس لي
فؤادٌ كباقي الناس يهوى ويسعدُ؟!!
بلى لكن الأقذار فيك تجمّعت
فعمّك (عفاشٌ )وجدّك أحمدُ
حفيدك من آل القبائل خاله
وفي فندق قالوا زواجك يُحمدُ
كفرت بهم جمعا ومنذُ ولادتي
أرى أن للطغيان جهلا يؤيدُ
(إتاوات) لم تدفع ؟!
جيوبيَ لم تجدْ!!
سوى دمع أحزاني ووجهيَ يشهدُ!!
تجاعيده باتت خريطة موطنٍ
ومن هولها غابت طريقة أمجدُ
ففي يدي اليمنى عصاي تهشني
لكي لا أرى بطني لأكلٍ تزغردُ
تهش يدي اليسرى تلهفَ معدتي
لترعى بها جوعا يغورُ ويصعدُ
فلا أنا في بيت الجوار مهاجرٌ
ولا أنا من بيتٍ جواريَ سيّدُ
كذا الحر في عهد الطغاة مغيّبٌ
وجدا أصيل القوم جبرا يشرّدُ
غريب ومنفيٌ كغربة زاهدٍ
بعصر به كل الطغاة تعربدُ
إذا قام للمحراب يوعظ راشدا
رأيت جموع الجهل حولك تحقدُ
سنبقى بلا دارٍ لأن ديارنا
لها عزُّ إكرامٍ ومجدٌ موحّدُ
حروبك إن طالت ببطش تفرعنٍ
فمن جور هذا البطش عزمنا يولدُ
يعيش العزيز الحر عند شموخه
وإن كان في ذلٍ فلا رفعت يدُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق