(وجئت إلي )
لقد ذابت بفتنتك القلوب
ومن ذا قد يراك ولا يذوب؟!
كأنك لا مثيل ولا شبيه
تفرد حسنك الباهي النجيب
وكلك ساحر لا من تضاهي
جمالا حسن روعته عجيب
رويدا يا عيوني لست أقوى
فهذا الحسن يا أملي رهيب
قلوب الناظرين إليك فينا
تسافر بالحنين ولا تؤوب
لها عذر بما أودعت فيها
فصار بعمقها عشقا يجوب
فيا شمسا تطل من المحيا
بلا وهج فعانقها الغروب
فديتك بالجوانح يا عيوني
إذا ما مسني فيك اللغوب
صدقتك عاشقا قد ذاب حبا
وما أنا في الهوى الصب اللعوب
رأيتك فانمحى كلي هياما
وعن شرح الهوى عيني تنوب
لقد أشرقت بالأشواق شمسا
أضاءت من وضاءتها الدروب
كما شئت امتحاني فاستسيغي
محال فيك يجلدني الرسوب
فكوني بلسمي ترياق روحي
إذا ما عزني فيك الطبيب
فمن عينيك يكفيني ابتسام
به كل الجراح هوى تطيب
فقبلك كم رأيت من الليالي
وكم أزرت بأعماقي الندوب
وجئت إلي بالترياق عذبا
يبارك رشفه الحر الدؤوب
فميلي بالكؤوس على شفاه
بها ظمأ تحار له الخطوب
فيا قدري ويا أحلى الأماني
ومن يجديه من قدر هروب؟!
تعالي بالمنى نقتات عشقا
ولا نخشى لما طوت الغيوب
فما دمنا توضأنا ابتهاجا
بمحراب العفاف فلا ذنوب
ولا ندم به نشقى عذابا
إذا ما المرء عن ذنب يتوب
سنبني صرحنا فوق الروابي
ولا خدش لديه ولا ثقوب
ليدرك كل ذي قلب هوانا
فيثني إذ خلت منه العيوب
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق