....(ما زلت حولك )
ما زلت حولك بالأشواق طوافا
أرجوك تغمرني بالوصل ألطافا
فكم أتيتك مشتاقا وحائرة
نفسي وأنت تهز اليوم أعطافا
ولي نصبت شباك الحب محترفا
حتى وقعت فذم القلب خطافا
تيبست ظمأ للماء أوردتي
وأنكرت حدقي في الكف أطرافا
إلى متى ستظل العمر تؤلمني
وتتبع القلب في فحواه إجحافا
عيني وقلبي على روحي وأنت لهم
عون فكيف تلين النفس أحلافا
أما وعدت بأن الوصل أمنية
بها تظل مدى الأيام أكتافا
وكنت تملؤني من فيضها وهجا
به لدي زمانا طبت أكنافا
أمسى النسيم إذا ما مر يلهبني
وكان إن مر من جنبيك هفهافا
وما لدي بما تبديه من عنت
صبر أروم به في البعد أهدافا
أراك تحجم والإقدام مستعر
وما عهدتك قبل اليوم خوافا
فالصد أغراك حتى صرت مدمنه
وقد بلغت به في الحد أوصافا
وبي يمر قطار العمر مندفعا
لا أستطيع له في التيه إيقافا
قلبي تمزق أشلاء وطار به ..
ما إن حذفت له من غفلة قافا
أوقفت كلي على عينيك من شغفي
فهل تصون لدى عينيك أوقافا
فيا حبيبي ويا عمري وحلم غدي
ومن أراد لقلبي فيه إتلافا
ماذا تبدل كي تقصي هواك وما
توليه وصلا وكم تصليه إخلافا
ما كان أغناك عن هذا تريق به
دمي ومنك أروم اليوم إنصافا
يكفيك مني الذي عانيت من وله
واعزم لأمرك قد بالغت إسرافا
ما ذنب قلبي إذا ما جد في أمل
صوب احتوائك لكن رمت إسفافا
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق