جراح
كانوا جواركَ فالطُمْ بعدَ أنْ رَحَلوا
عنهُمْ شُغِلتَ ببخسٍ عنكَ فانشَغلُوا
كانوا صغاراً إليكَ الخوفُ يدفَعُهُمْ
حينَ اختليتَ فكانَ الحقُّ ما فَعَلوا
في جَلدِكَ الذاتُ لا يُجدِيكَ مَنفعَةً
بعدَ الفراقِ ولا يُغنيكَ إنْ سَألُوا
فاحملْ جراحكَ ضِمنَ القلبِ مُلتَمسَاً
عذراً لهَا لا كمن بالعذرِ قد جَهلُوا
كانتْ لهم في فناءِ الدَّارِ أغنِيةٌ
يخشونَ تسمَعهَا همساً إذا احتَفلُوا
والرَّأسُ طأطأةً يمشونَ في حذرٍ
والقلبُ في قدم بالصَّمتِ يتصلُ
يا ليتَ مشيتهمْ كانتْ على جَسَدِي
ياليتَهُم ضَحكوا دَوماً ومَا وجَلُوا
يا ليتَ ليتَ لو تُجدِيكَ مَنفَعَةً
أو ينفعُ اللومُ حينَ الفِكرُ يَعتَملُ
إنِّي ليأكلَنِي في قَسوةٍ نَدمِي
والجسمُ فِي سَقمٍ ماعَادَ يَحتَمِلُ
كنتُ الشَّديدَ بِأحكاِمي وأفرُضُها
حتى لمَنفَعتِي ما كنتُ أمَتثِلُ
يا صحوةً بعد شيبٍ ضاقَ منزلها
فاضَتْ بها الرُّوحُ والأنفَاسُ تَكتَمِلُ
منصور عيسى الخضر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق