الخميس، 14 يوليو 2022

مهر الحياة.. بقلم الشاعر..محمد عايد الخالدي


مهر الحياة


يا مَن بَنى لقصائدي أسوارا

وسَجنتني ورَويتني أخبارا


ورميتَ أحمالَ السنينِ على غدي

وقصمتَ عمداً ظهرَهُ الجبَّارا


أعلمتَ أنَّ وجودنا في غايةٍ

مُثلى وفلسفةٌ غدت أقدارا؟! 


وصراعُ نفسٍ قد تنازعَ ودَّها

قطبانِ حتى حانَ أنْ تختارا


إن يغلبِ النفسَ الهوى تَغلبْ بهِ

العقلَ والنُّصَّاح والنُّظَّارا


ما الدربُ غيرُ مسارِ لحظةِ حيرةٍ

غرقتْ بها العينانِ كي تحتارا


فانظرْ بعقلك للدروب وسِرْ بها

واجعلْ نُهاك تصافح الأقمارا


إن الوجودَ إذا تَفكَّرَ من بهِ

وجدوا الحياةَ على الرقابِ سِوارا


من عهدِ آدمَ والأنام بمهرِها

أضحوا غُلوَّاً سذَّجاً وحيارى


من عَقْب حيٍّ كم قضى ميتٌ بها

وجذورُه قد أنبتت أشجارا


بيتانِ ما للمرءِ غيرهما فَنَا

مهما تطاولْ في البُنا أدوارا


بيتٌ هي الدنيا نعيشُ بدارِها

نبني الديارَ وما بنينا دارا


والقبرُ بيتٌ لا سبيلَ لغيرهِ

مهما هربتَ ولذت منه فرارا


فالدودةُ  العمياءُ تأكل رزقَها

والمرءُ أُقْدِرَ رزقُه مقدارا


سبحانه الخلاقِ منصف خلقِه

 ساوى العبيدَ السودَ والأحرارا


لا  تحسدِ الخلقَ الغنى في رزقهم

يُحسدْ بنوك بجلبك الأنظارا 


من يغزُ قوماً في حصونِ ديارهم

لا شكَّ يُغزَ ويجلبِ الأوزارا


واغسلْ فؤادك من فعالك واسقهِ

ماءَ المحبةِ واقتفِ الأخطارا


من طهَّر القلبَ الذي في صدرِه

كلُّ الجهات تكنْ له أبصارا


 تغدو الصعابُ بعينِه سهلَ الفلا

تغدو الشعابُ بعينِه أنهارا


كن في العُلا فوق الأنام كغيمةٍ

أمطرْ علينا الزهرَ والنّوّارا


محمد عايد الخالدي/الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق