كالشام أنت
لمّي دجى ذاك الوشاح الأسود
حتى بنور الوجه ليلا أهتدي
لمّيه قبل الفجر كي لا يلتقي
فجران في كبد الزمان الأوحد
أنعم بوجه إن بدا في ظلمة
طار الكنار بها بغير تردد
قد ظن أن الوجه فجر قد أتى
فغدا يُرفرف والضيا لم يبتد
جُمع الجمال على خدودٍ ريَّةّ
أنتِ السبيل لمن يروح ويغتدي
ما ذنب روحي في الليالي إن غدت
من حرقة تستمطر الخدّ الندي
ما ذنب قلبي إن خُلقت بهية
والثغر نظم جواهر وزمرد
كالشام أنت فلا شبيه لعطرها
وكأنما بكما المحاسن تقتدي
نقل الرواة عن الشآم بأنها
أرض القداسة في حديث مسندِ
فيها المنارة والهداية قد علت
فيها البقية من سلالة أحمد
والناس فيها أهل فضل عارم
والخير فيها بحر جود مزبد
أجنادها يوم الوغى تحمي الحمى
والطفل فيها للعلا والسؤدد
غيثٌ مغيث شامنا وكأنها
نبع النجاة لمبتلٍ متنهد
ومتى أردنا العز نلثم تربها
فشآمنا ثوب المكارم ترتدي
تهب السلام لكل حرٍّ سيدٍ
وهي الجحيم لكل علجٍ معتدي
جهاد المحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق