يا حادي العيس
يا حاديَ العِيسِ ما للعيسِ من عَتَبِ
أطلال ليلى طوتها ثورة الأدبِ
وأصبحَ الشِّعرُ دونَ العيسِ يحملُنا
إلى سما العشقِ والأقمارِ والشُّهُبِ
ولْتعلمِ العيسُ أنّي لستُ حادِيَها
وأنَّها بينَ رمشِ العينِ والهُدُبِ
تلهو هناك وتلقي الشمسَ من أفُقٍ
لأنها الشمسُ في أُفْقٍ مِن العجبِ
فالغيدُ بالغيدِ تُذكي نارَ غيرتِها
والبدرُ لم يَسنُ لو ذي الشمسُ لم تَغِبِ
نجلاءُ.. والعينُ حَبُّ اللوزِ إنْ نظَرتْ
حَجاجها لؤلؤٌ والرمشُ من قَصَبِ
أحداقُها السّودُ من ليلٍ به منعَتْ
أن يبزغَ الضوءُ من آفاقِ مُحتَجِبِ
والصبحُ تفّاحُ خدّيها على غُصُنٍ
شفاهُها مثلُ كَرْزِ الشامِ والعنَبِ
والوصفُ يَعجزُ... عَجزي أنْ أفي قمراً
عن بذلِه الضوءَ للظلماتِ بالذَْهبِ
إليكِ يجذبُني عُمري وأزمنتي
والسِّحرُ من لحظِك الفتَّانِ فانْجذِبي
على ثرى الشَّوقِ يسقي نَزْفُ أوردتي
نبتاً من القلبِ مِن جذرٍ بذي التُّرَبِ
وأُمسكُ العشقَ بألكفين أعجنُهُ
ويخبزُ الشَّوقَ جمرُ القلبِ فالتهبي؟!
وأنزفُ الحبَّ من شريانِ مَن جَرُؤتْ
عيناهُ كتمانَ سرِّ الصدقِ بالكَذِبِ؟!
لا تُبعِدي القلبَ رفْقاً لو سَمحتِ بهِ
خُذي بحلمِكِ طَيشَ القَلبِ واقْتَرِبي
خُذيهِ حُلماً لليلٍ حَائرٍ قَلِقٍ
يَثِبْ نُعاساً على عَينيكِ فاصْطَحِبي
وَجدْتُني فيكِ مَغروسَاً إلى كَبِدي
أذودُ عَنكِ هَوى نَفسي بلا صَخَبِ
ٌكأنَّه الوَدْقُ منكِ الشوقُ منهمرٌ
والحبُّ كالزرعِ فاسْقي الزرعَ من سُحُبِ
تَرقَى السَّنابلُ ساقَ الزَّرعِ إنْ رُوِيَتْ
والسَّاقُ إنْ عَطِشتْ لم يَنمُ من تُرَبِ
شَدوتِ للقلبِ مِنْ حَرفي بأُغنيةٍ
فهامَتِ الرُْوحُ كالمَجنونِ من طَرَبِ
حتّى البلابِلُ غارتْ منكِ فاتنَتِي
وقَلَْدتْ نَغماً منْ صوتِكِ العَذِبِ
نَهَبْتِ قَلبي وشِرْياني وأوْردَتي
حتّى دماغُكِ يُلقي الأمرَ في عَصَبي
محمد عايد الخالدي /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق