شعر : محمد المروني العَلمي
مُؤَامَرَة وحصانة
قُلْ لِلَّذِي لَا يَمَلُّ غَدرَا
وَيَفْتِلُ الشَّرَّ شِبْرًا شِبْرَا
أَكُنْتَ صَوْتًا أَكُنْتَ صُورَةً
أَكُنْتَ مَكْتُوبَةً فَتُقْرَا
أَكّنْتَ إِنْسَانَ فِيهِ غَفْلَةٌ
تَظُنُّ أَنْ قَدْ صَنَعْتَ خَيْرَا
أَكُنْتَ شَيْطَانَ فِيهِ لَعْنَةٌ
مُوَسْوِسًا فِكْرَنَا والصَّدْرَا
أَكُنْتَ مَنْظُومَةً غَرِيبَةً
تَرُومُ قَلْبَ الْحَيَاةِ سِحرَا
أَكُنْتَ حَامِيَّةً لِسَوْءَةٍ
تُزِيلُ كِسْوَتَهَا فَتَعرَى
أَكُنْتَ مِنْ عَجَمٍ أَوْ يَعْرُبٍ
أَكُنْتَ جَمْعًا أَكُنْتَ وِتْرَا
كُنْ كَيْفَمَا شِئْتَ أَنْ تَكُونَ كُنْ
مَهْمَا تَكُنْ قَدْ دَرَيْتُ الْخُبْرَا
الخَيْرَ لَسْتَ تُرِيدُ إِنَّمَا
تُرِيدُ زَرعَ الْفَسَادِ غَدرَا
مِنْ خَارِجٍ رِيحُهُ يَأْتِي لَنَا
عَصْفًا لَهُ فِي الْخَرَابِ دَوْرَا
الْخَيْرَ لَسْتَ تُرِيدُ إِنَّمَا
تُرِيدُ قَلْبَ الْأَمَانِ ذُعرَا
أَنْتَ الْغِوَايَةُ أَنْتَ حَيَّةٌ
تَفُحُّ وَسْوَسَةً وَ شَرَّا
*****
لَوْ أَنْتَ أَنْوَارَنَا عَتَّمْتَهَا
سَيَنْجَلِي نُورُ رَبِّي فَوْرَا
لَوْ أَنْتَ أَفْوَاهَنَا كَمَّمْتَهَا
قُلُوبُنَا سَتَفِيضُ ذِكْرَا
لَوْ أَنْتَ أَسْيَافَنَا أَغْمَدْتَهَا
أَقْلَامُنَا تَتَوَلَّى الْأَمْرَا
لَوْ أَنْتَ أَقْلَامَنَا كَسَّرْتَهَا
مِدَادُهَا سَيَسِيلُ شِعرَا
يُسَبِّحُ اللهَ فِي عَلْيَاءِهِ
فَتَهْطِلُ الرَّحَمَاتُ تَترَا
لَوْ أَنْتَ أَفْكَارَنَا شَوَّشْتَهَا
قُرْآنُنَا سَيُصَفِّي الْفِكْرَا
*****
مَنْ يَحتَمِي بِظِلَالِ رَبِّهِ
تَغْدو الظِّلالُ علَيهِ سِتْرَا
مَنْ يَحتَمِي بِظِلَالِ غَيرِهِ
تَغْدو الظِّلَالُ عَلَيْهِ وِزْرَا
كُنْ كَيْفَمَا شِئْتَ أَنْ تَكُونَ...كُنْ..
إِِنَّ الْحَصَانَةَ فَاقَتْ قَدرَا
لَوْ أَلْتَقِي الله عَنِّي راضِيًا
مَا هَمَّ كَيْفَ قَضَيْتُ الْعُمْرَا
محمد المروني العلمي
تطوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق