جبَّارة الحُسنِ
قلبي على قلبكِ المجنونِ ما غَضِبا
ولا يرومُ القِلا إنْ شطَّ أو صَخِبا
ما زلتِ أنتِ التي يهوى ويحفظها
في عمقِهِ الحي ما قد عابَ أو حَرَبا
يا أنت ضحكتُكِ الحمراءُ تأسرني
تقندلُ الليلَ والأحلامَ والشُهبا
توزعُ السحرَ في الوجدانِ تغمرُهُ
وجداً فيخفقُ فيهِ الشوقُ مضطربا
كم من خصامٍ جرى فينا وأتعبنا
لكنَّ وجهَكِ عني قطُّ ما احتجبا
إن تمنعي الحرفَ من رؤياك يا مَلَكَي
فالقلبُ يُبدعُ من دمعاتِهِ كُتبا
جبارةٌ أنتِ في ظلمي وطاغيةٌ
لكنَّ روحَكِ -من أهوى- تمورُ صَبا
قديسةٌ أنتِ فاقت في تلعثمها
تلعثمَ العاشقِ المضنى لها خَطبا
ناشدتُكَ اللهَ هل أسرفتُ في حلمي
أم أن قلبي قليلَ الحظِّ ما تعبا
ناجيتُ قلبَكِ رغمَ الهجرِ أزمنةً
والصخرُ أشفقَ، كنتُ النارَ والحطبا
لا جمرَ يحرقُ مثلَ الشوقِ في كبدٍ
قد كابدَ الهمَ والأحزانَ والعطبا
قلبي وقلبُكِ مقموعانِ ترصدُنا
عينُ المحبينَ والعشاقُ والأُدبا
تغارُ منكِ الفراشاتُ التي سحرتْ
مشاعلَ الضوءِ والأنداءَ والعشبا
ويحسدُ الحسنُ فيك الحسنَ منبهراً
لولا وجودُكِ ضلَّ الحسنُ مكتئبا
وينحني الوردُ إجلالاً وأدعيةً
إن لاحَ وجهُكِ عندَ الفجرِ مُحتجبا
يا كيف يفعلُ إنْ ألفاكِ راقصةً
تطايرُ الشَعرَ والأطيابَ والعجبا
يغازلُ البدرُ أجفاناً تناظرهُ
وتلثمُ الشمسُ منكِ الخدَّ والهُدُبا
كم غادرَ الشِعرُ وجداني على فرحٍ
عيناكِ فرحتُهُ، فارتدَّ منتحبا
وصار للحرفِ بعدَ الوردِ أسلحةٌ
تطاعنُ القلبَ والآمالَ والشُعَبا
ضاقتْ بنا الروضُ والأنسامُ قد عبستْ
واللوتسُ الغضُّ ذاقَ الشيبَ والرهبا
لكنما الوجدُ يا مولاةَ مهجتِنا
يعيدُ نحوَكِ كلَّ النبضِ منسكبا
تاللهِ روحُكِ لا نرضى بها بدلاً
مهما تبدَّلَ فيكِ القلبُ وانسحبا
لا يشبعُ البحرُ من ماء الفراتِ، ولا
يغني عن النهر إن قد أجَّ أو عَذُبا
ء......
إلى التي تعرف نفسها
ء......
شعر: جمال مهدي- اليمن/زبيد
الأحد: ٢٠٢٢/٨/١٤م -فجراً
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق