عين الجنون
رقيقةٌ ترتَدي خشْنا كأقداري
آهٍ لَوِ اجْتمعتْ والحُلْمُ في داري
لقلتُ هاتي عُيونا كي أقَبِّلَها
لأنّها نَسَلَتْ منْ حَدْبِ أقمارِ
طوقُ الجدائلِ حولَ الجِّيدِ يخنقني
هلاّ حَلَلْتِ رُموزَ الشِّعْرِ كالصّاري
دَعيْهِ يلمسُ أعتابَ اللّظىٰ بدمي
يلقي السّلامَ كليليْ الناعِمِ الجّاري
ما زلتُ أوقد شمعَ الحبِّ من ناري
وأتّقي شططا من شوقِيَ العاري
عقلُ الجّنونِ بكفّيْ عندَ ثورتِه
يرقىٰ بحرفِ ندىً عن جُرفِه الهاري
ليلىٰ.. الحروفُ بصدري حزنُ مرْتحلٍ
والنّوقُ تسرعُ؛ في أعقابِها ضاري
ووحشةٌ بليالي الشّوقِ أقمَعُها
بدمعةٍ لذنوبٍ ملحُها جاري
أيقفزُ الحرفُ فوقَ الحالِ في سَفَهٍ
ويُطْرِبُ الغيدَ من أضغاثِ أوتار!؟
قد نُصّبَ الحالُ من خوفٍ ومن طمعٍ
على الرّؤوسِ الّتي كالدَّلْوِ في القارِ
ليلىٰ كفاك بصمتٍ تندبين قرىً
ها قد أحاطَ بها جهلٌ كأعصارِ
قرىً مزخرفةً كالنّاس إذ عشقوا
بالغربِ قشرتَهم؛ جمعٌ بدينارِ
مصيبةٌ بَلَهُ الأمواتِ في وطنٍ
تقاذفته رماحُ الخبثِ والثارِ
هم يُنظِرونَ عدوا لَهْوُهُ دَمُنا
حتى يملَّ أوِ البلوىٰ من الباري!!!
إذهبْ وربُّك إنَّ التِّيهَ مغنمةٌ
نصرَ الإلهِ نسوا.. راضين بالعارِ
قد أشرَقوا بجميلِ اللهِ في زمن
كانت قلوبُ التُّقىٰ أهلًا لأسْفارِ
أين المعاركَ في بدرٍ وفي أُحُدٍ
والقادسيةُ كانتْ بنتَ ذي قارِ
من ذا يكذِّبُ حقا في مباهَلَةٍ
تتلى ويرجحُ من فيها بمعيارِ
عادل الفحل / بغداد/ 3_9_2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق