الخميس، 13 أكتوبر 2022

بقلم سيد حميد عطاالله طاهر


* جوًى مصلوب*


دمعةُ الخدِّ أم جوًى مسكوبُ

بينَ ساقي الهوى وقلبٍ يذوبُ


فاسألوا الآهَ لم تجبكم فهذي 

حسرةٌ مثلُها قد بدا يعقوبُ


تلكمُ النارُ قد كوتني كريتًا 

وكأنّ الرمادَ فيّ يجوبُ


إنّني خفتُ من عراكِ الليالي 

إنّني في الهوى الفتى المرعوبُ


قلتُ للحوتِ لو تدعني وشأني 

لستُ ذا النونِ هل أنا المطلوبُ


قلتُ للصبر لا تلمني تحقّق

هل أنا في البلا هنا أيوبُ


هجمَ الجرحُ  فاستبدَّ وأقعى

في بنائي تواجدَ التخريبُ


خلِّني أستعد حقوقيَ هيا

إنّني هاهنا زمانًا غريبُ


مخلبٌ من يديكَ أضحى طويلًا 

وهنا النابُ إذ يعضُّ رهيبُ


هل رأيتَ القبورَ هذا كثيرٌ

تحتَ أحجارِهِ جنةٌ أو لهيبُ


قلبيَ الشمسُ في سماكَ فدعهُ 

يُشرقُ القلبُ لم يجئهُ الغروبُ


احمهِ ثمّ  لا تدعهُ رميمًا

عندكَ القلبُ في الجوى مصلوبُ


حينما كانَ بينَ عزٍّ ومجدٍ 

يتغنّى بغصنِهِ المحبوبُ


لم تجد في الخدودِ إلا جمالًا 

لا ندوبٌ بخدِّهِ أو عيوبُ


عندي الآهُ مثلُ أخٍّ صغيرٍ 

يشربُ الصبرَفاستشاطَ الحليبُ


يُنسبُ الجرحُ للفؤادِ زمانًا

وفؤادي لصرختي منسوبُ


هذهِ النارُ إذ تزاورُ قلبي 

نشبَ الهمُّ واستزادَ النشوبُ


كلُّ شيءٍ في الحياةِ يوافى 

حتفَهُ كانَ والأذى محسوبُ


لا تلم سهمَها وخذ كلَّ صبرٍ

ذاكَ سهمٌ بصدرِنا مكتوبُ


إنّما العزمُ من بناتِ اصطبارٍ

لامسَ الهونَ الفتى المغلوبُ


لا تكن بالتجهّمِ مستعينًا 

مرةً تستعابُ ثم تعيبُ


يُخطئ الآخرونَ أم ذاكَ شكٌّ 

من جنى في الحياةِ كيفَ يصيبُ


إنّما أنتَ مولويٌ بدنيا

صبَّبَ الآهَ في الجوى التعذيبُ


هكذا في الكثيبِ يعزفُ رملٌ 

أثرُ الركبِ في الاثافي خطيبُ


مسحةٌ تلكَ من شديدِ الرزايا 

أملٌ باتَ سهمُهُ لا يصيبُ


أصبحَ الصبحُ مانويًا تمطّى 

كلكلٌ ذاكَ في الهوا مقلوبُ


أيها الراكضون مهلًا رويدًا 

خففوا الوطأَ ثم قوموا وجوبوا


كم سلكتم من الرزايا طريقًا

قلت هيا على السؤالِ اجيبوا


لم تجيبوا ولن تجيبوا سؤالي 

لم تجيبوا وقد حففنَ ذنوبُ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق