مَصيروالكامل
------
فلَّ الزَّمانُ عَقِيرَتِي فتَصَبَّبا
يَهمِي الظِّلالَ ويستمِيحُ تعَجُّبا
إنَّ الأماني لا تطِيبُ لِمن غَفَى
باءَت بمَنزِلةِ الأنامِ تقَلُّبا
وتزاكَتِ الأيامُ من سَلْبِ الرَّجا
حتّى تناءَت في سَرادِيبِ الصِّبا
ذا مِكحَلِي طَرَفَ العُيونَ بغَفلةٍ
شاءَت تشِيءُ مِن الصَّبابةِ مَغلبا
هيَ فترةٌ ضَنَّت بنعمةِ غيثِها
شحَّ النَّسيمُ وفي الخَميلةِ أنكبا
ومكارمُ الفُرسانِ ناخَت تنحَنِي
بالغارِباتِ على التُّخومِ تصلُّبا
هيَ قفرَةٌ وجَلَت تلابِيبَ الجَنا
عصرَت كرومَ التِّينِ حينَ توصَّبا
إعصارُ غاديةٍ علا طيفَ الدُّنا
لا يستقيمُ على الدُّروبِ فأطنَبا
سأظلُّ أنهَدُ في السِّرارِ عزِيمَتِي
وأزفُّ وجدِي في الخَميلةِ راغِبا
أفنانُ غادِيَتي كرومٌ تشتَكِي
حِبراً ترَاقا واستَطالَ تشَعُّبا
حتّى تزمَّلَ بالفِراقِ لبِيبُها
وقضَى شرِيداً في الدُّروبِ مُغَرِّبا
في هَجعَةٍ ركَسَت جميعَ نِعالِنا
حتَّى ترمَّضَها الصَّرِيمُ فَعذَّبا
لا بُدَّ نصنَعُ من صَليلِ حُروفِنا
ورَداً وتِبراً لا يهابُ مُسَبِّبا
--------
د عماد أسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق